حجز المنتخب التونسي مقعده في الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية، بفوزه الكبير على منتخب زيمبابوي 4 – 2 الاثنين في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، فيما ودعت الجزائر النهائيات بتعادل مع السنغال 2 – 2. وكان المنتخب التونسي بحاجة إلى نقطة التعادل فقط من آجل بلوغ ربع النهائي بغض النظر عن نتيجة الجزائر، وذلك بسبب فارق المواجهة المباشرة بينها، إذ فازت الأولى 2 – 1 في الجولة الثانية. وقد نجح أبطال 2004 في تحقيق أكثر من التعادل، رافعين رصيدهم إلى 6 نقاط في المركز الثاني، بفارق نقطة خلف السنغال، التي كانت ضامنة لتأهلها قبل لقاء الاثنين مع الجزائر، التي ودعت البطولة بنقطتين. وتلتقي تونس، التي غاب عنها حارسها أيمن المثلوثي للإصابة، ولعب رامي الجريدي بدلا منه، في الدور ربع النهائي يوم السبت المقبل مع بوركينا فاسو، بطلة المجموعة الأولى، فيما تلعب السنغال مع الكاميرون ثانية المجموعة الأولى. أما بالنسبة لزيمبابوي، فانتهى مشوارها عند الدور الأول للمرة الثالثة في ثلاث مشاركات، وذلك بعدما تجمد رصيدها عند نقطة، حصلت عليها في الجولة الأولى أمام الجزائر (2 – 2). واستحق المنتخب التونسي فوزه الثاني، إذ سيطر على اللقاء الذي أقيم في العاصمة ليبرفيل، وحسمه في شوطه الأول بعدما سجل فيه أهدافه الأربعة، عبر نعيم سليتي ويوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي ووهبي الخزري، فيما سجل نوليدج موسونا وتنداي ندورو لزيمبابوي. واعتبر مدرب تونس الفرنسي من أصل بولندي هنري كاسبرجاك أن منتخبه «فاجأ الخصم بالطريقة التي خاض بها الشوط الأول، حيث كنا جيدين في افتكاك الكرة والسيطرة عليها. حصلنا على فرص للتسجيل. كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أكبر. نحن راضون ولا يمكنني سوى أن أهنىء لاعبي فريقي». وأكد «اليوم، قدمنا مباراة مثالية. كما لاحظتم لم ندخل في حسابات النقاط من خلال القول إننا بحاجة إلى التعادل. نحن لعبنا من أجل الفوز. لقد نجحنا. يجب أن نواصل على هذا المنوال وأن نقدم نفس الأداء». وافتتح منتخب «نسور قرطاج» التسجيل في الدقيقة 9 عبر سيلتي، الذي أطلق الكرة من خارج المنطقة، فتحولت من مدافعين وخدعت الحارس تاتيندا مكوروفا، مسجلا هدفه الثاني في البطولة. ولم ينتظر التونسيون طويلا لإضافة الهدف الثاني في الدقيقة 22 عبر المساكني، الذي تبادل الكرة مع سليتي قبل أن يسددها بقوة بين ساقي الحارس. ووجهت تونس الضربة القاضية لمنافستها عندما عززت تقدمها بالهدف الثالث في الدقيقة 35 عبر الخنيسي، الذي وصلته الكرة من حمدي النقاز، فانقض عليها عند القائم الأيسر وحولها مباشرة في الشباك. وعادت الروح إلى لاعبي زيمبابوي بتقليصهم الفارق عبر موسونا، الذي تلاعب بشكل رائع بالمساكني وعلي معلول بعد تمريرة من نياشا موشيكوي، قبل أن يسدد في الشباك (42). إلا أن الفرحة لم تدم طويلا لأن الحكم احتسب ركلة جزاء لتونس بعد خطأ من كوستا نهاموينيسو على الخنيسي، انبرى لها الخزري بنجاح (45). وأصبحت تونس أول منتخب يسجل أربعة أهداف في الشوط الأول من مباراة في البطولة الإفريقية منذ 2012، عندما حققت ذلك غينيا أمام بوتسوانا (6 – 1). وفي بداية الشوط الثاني، نجحت زيمباوبي في تقليص الفارق مجددا عبر البديل تنداي ندورو، الذي استفاد من مجهود فردي مميز لخاما بيليات، فسدد في الشباك (56). وتأمل تونس أن تتخطى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ تتويجها باللقب الوحيد عام 2004 على أرضها، إلا أن المهمة لن تكون سهلة ضد بوركينا فاسو بحسب كاسبرجاك، الذي رأى «أن مباراتنا ضد بوركينا ستكون بين فريقين يتمتعان بالمستوى، يقدمان كرة جميلة مع فنيات وتكتيكات هجومية. ستكون مباراة مثل غيرها من المباريات (التي خاضتها تونس)». وفي فرانسفيل، أخفق المنتخب الجزائري في تحقيق المطلوب منه، بغض النظر عما حصل في المباراة الثانية بين تونسوزيمبابوي، وذلك رغم أن منافسه السنغالي خاض اللقاء بتشكيلة رديفة. وتقدم المنتخب الجزائري مرتين عبر إسلام سليماني (10 و52) إلا أن السنغال أدركت التعادل بفضل بابا كولي ديوب (44) وموسى سو (53). وباتت الجزائر أول منتخب عربي من أصل أربعة يودع البطولة، بعدما من بين المنتخبات المرشحة لبلوغ أدوار متقدمة والمنافسة على اللقب. وافتتحت الجزائر التسجيل بعدما تلقى سفيان هني كرة طويلة في الجهة اليسرى عسكها عرضية أمام المرمى وتابعها إسلام سليماني، وهي طائرة في الشباك (10). وجاء التعادل من كرة مرتدة من رأس عيسى مندي وصلت إلى بابا كولي ديوب، الذي تابعها وهي طائرة أيضا من خارج المنطقة استقرت في الشباك (44). وفي الشوط الثاني، تقدمت الجزائر من جديد عبر سليماني نفسه، إثر عرضية من رياض محرز امتصها على صدره ورفعها من فوق الحارس المتقدم وإلى الشباك (52). ورد السنغاليون على الفور بعدما فشل الدفاع الجزائري في تشتيت الكرة من أمام إسماعيلا سار، لينقض عليها موسى سو ويطلقها قوية لا ترد في شباك عسلة (53).