تدارس مجلس الحكومة ،أول أمس ، مشروع القانون المتعلق بالقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وحسب بلاغ صادر عن المجلس فإنه "أخذ علما بمشروع قانون رقم 17-01 بخصوص القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، الموقع بلومي (التوغو) في 11 يوليوز 2000، وعلى بروتوكول التعديلات الملحق به، المعتمد بأديس أبابا (إثيوبيا) في 3 فبراير 2003، وبمابوتو (الموزمبيق) في 11 يوليوز . و يأتي انكباب حكومة تصريف الأعمال على دراسة الوثيقة ، التي ستعرض أيضا أمام المجلس الوزاري ، الذي انعقد أمس بمراكش تحت رئاسة جلالة الملك طبقا للدستور . وتأتي الخطوات في ظل استعداد المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، بدعم ومساندة من الدول الإفريقية، حيث ساندت مطلب المغرب 38 دولة إلى حدود الآن. وكان جلالة الملك أعلن رسميا أن «الوقت قد حان لكي يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرة الاتحاد الأفريقي»وقال في رسالة وجهها إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الرواندية كيغالي، «إن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية. وقد حان الوقت لذلك».وأشارت الرسالة إلى أن «قرار العودة، الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة»، مضيفًا أن زمن الأيديولوجيات قد ولّى، «وصارت شعوبنا في حاجة للعمل الملموس».وأبرز جلالة الملك أن «الجغرافيا لا يمكن تغييرها، كما لا يمكن التنصل من ثقل التاريخ»، مضيفًا أنه من هذا المنطلق، «لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الأفريقي».وأشارت الرسالة الملكية إلى أنه «بفضل تحركه من الداخل، يمكن للمغرب أن يساهم في جعل منظمة الاتحاد الأفريقي أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد»، مسجلا أن «الرهان الذي يتعين على قارتنا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الأفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك بين أفراد عائلتنا الكبرى».وأوضحت الرسالة أن المغرب، رغم انسحابه من منظمة الوحدة الأفريقية، فإنه لم يغادر أبدًا أفريقيا؛ وإنما انسحب، سنة 1984، في ظروف خاصة، من إطار مؤسساتي قاري، مشيرًا إلى أن العلاقة الوشيجة التي تربط المغرب بأفريقيا «تفسر الشعور المشروع، بأنه من المؤلم أن يتقبل الشعب المغربي الاعتراف بدولة وهمية»وأكد جلالة الملك أن الوقت قد حان «للابتعاد عن التلاعب وتمويل النزعات الانفصالية، والتوقف عن دعم خلافات عفا عليها الزمن، وذلك بالتوجه لتدعيم خيار واحد، هو خيار التنمية البشرية والمستدامة، ومحاربة الفقر وسوء التغذية، والنهوض بصحة شعوبنا، وبتعليم أطفالنا، والرفع من مستوى عيش الجميع» .في هذا السياق أيضًا أبرز العاهل المغربي أنه «رغم كل هذه الحقائق، لا تزال بعض الدول تدعي بأن المغرب لا يمكن أن يمثل أفريقيا، لأن معظم سكانه ليسوا سودًا. فأفريقيا لا يمكن اختزالها في اللون فقط. والتمادي في هذا الطرح ينم عن جهل بالواقع».واعتبر ملك المغرب أن «الذين يحاولون تشويه سمعة المغرب ، إنما يسيئون في الحقيقة ، للأفارقة أنفسهم. فمكانة المغرب في أفريقيا، والشعبية التي يحظى بها ، لم تعد في حاجة إلى دليل أو برهان». وقام جلالة الملك بزيارات مكوكية في العمق الإفريقي ، على مدى أسابيع، توجت بشراكات استراتيجية مع دول القارة السمراء ومشاريع اقتصادية كبيرة توطد منطق تعاون جنوب -جنوب .وقدم المغرب طلب العودة رسميا لمؤسسات الاتحاد الأفريقي وسجلت في الآونة الأخيرة تحركات مشبوهة داخل بعض دول القارة بتحريك الجزائر للبوليساريو في رقعة انحصرت في جنوب أفريقيا ، التي أضحت بعد الجزائر، الراعي الرسمي للانفصاليين ومحاولة عرقلة عودة المغرب لإفريقيا، وهو رهان خاسر، لأن حجم الاحتضان الأفريقي الرسمي والشعبي للمغرب كبير.