-1 الحقول ثابتة في مكانها: رغم سرعة الوقت وشقاوة نبات يشيد أفراحه بعيدا عن عشب الخيمة بأفواه مبحوحة تنتظرين على حافة البئر رذاذا ساخنا أو إحساسا أحمر لضخ ليلة ليست عادية، الحقول ثابتة في مكانها رغم ميلان الريح على كتفي أما القطار الذي داس رجلا في منتهى العمر فقد مر مسرعا جهة الشمس، سقط القناع فبرزت من نافذة مكسرة سنابل طالما انتظرناها في محطة محروسة جدا. -2 قبل الليلة وبعدها: نقشر بأظافر طويلة حلما صغيرا طالما راودناه على أريكة الجذور. قبل الليلة وبعدها قد نخلف الوعد نجرب خيانة القمر وقد نتحسس فرحا لا تدركه الصدمات. -3 الفرح ليس مهنة سيئة: قد نقضي ليلة بلا حمى وقد تكون لنا نظرة أخرى في منتصف الليل أو في تخطيط أفكار غير مكتملة. لنا كل هذه الطيور التي تغرد بعيدا عن الفجر، أما الأشجار التي ننتظر أوراقها بلا ترتيب مسبق، فقد أصبحت فزاعة للضباب. 4 - تحت سماء وشيكة: ترتج المسافة بحرارة يدين، نبض يصعد القمة بذبذبات الضغط، الجو مضطرب تماما ثمة فجوة تغرر بي، الصعود أقوى من النزول ندع الغمام يعم حجرة الهواء نلحق بسرير الصحراء ونفضي متشابكين. قد لا نصل النار مشتعلة امامنا لا نتكلم كثيرا مع بعضنا ولكننا نحتسي شايا تحت الخيمة، أيدينا تستلذ بريح الساقية... وفي الأفق طيف يغادر الميدان. -5 انفراج الغيمة: صمتك المتلألئ يزعج عتمة مخدرة بغيوم من العصور الوسطى، الكهنة دائما يتحسرون ببراءة علم الباطن والقلوب الطاهرة تمسح ذنوبها بمعاجم ثرثارة، الكراسي في مكانها تحصي آهات ألأشجار، مرآة النوافذ مشرعة على حشرجات الريح في فم التمثال، والحصى يمحو ذاكرة أضاعت عمرها في قطف نياشين الهاوية. أما أنا فقد خرجت مسرعا إلى حانة المثالي أبحث عن أصدقاء مفقودين في حمأة الاحتفال..