لم تسجل طرق المغرب، سواء الحضرية منها أو القروية، المعبدة أو المتربة، أي فترة ل «الهدنة» ولو مؤقتة، طيلة الأشهر ال 12 لسنة 2016، حيث ظلت تحصد أرواح الأبرياء من مختلف الأعمار ومن الجنسين، وتحكم على آخرين بقضاء ما تبقى من أعمارهم تحت «أنين» الإعاقة المستدامة. فبالإضافة إلى الحوادث اليومية، التي تودي بحياة الشخص والشخصيين، في هذا الشارع أو ذاك المسلك، والتي غالبا ما تتضمنها النشرات الأسبوعية للجهات الأمنية المختصة، اهتزت عشرات الأسر على وقع «موت جماعي» على قارعة الطريق تجاوزت أصداؤه الحزينة حدود البلاد. بالنفوذ الترابي لإقليمبرشيد، وبالضبط على مستوى جماعة الساحل، سقط 10 قتلى وأصيب 21 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، في حادثة مفجعة مساء الأحد 23 أكتوبر 2016، حولت مناسبة «خطبة» إلى أحزان وأتراح، 6 ضحايا توفوا في عين المكان، واثنان بعد وصولهما إلى مستشفى برشيد، قبل أن ينضاف قتيلان آخران فارقا الحياة بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء. كما اهتز إقليمسيدي قاسم على وقع وفاة 9 من شبان ويافعي مشرع بلقصيري وإصابة 45 آخرين، 15 منهم في حالة خطيرة، في حادثة سير وقعت يوم الأحد 25 دجنبر 2016 بالطريق الوطنية رقم 4 الرابطة بين فاسوسيدي قاسم على مستوى دوار العطاطفة بجماعة زكوطة، بعد انقلاب حافلة كانت تقل الضحايا العائدين من رحلة استجمامية إلى إفران . وقبل أن تودع مدينة مشرع بلقصيري «فلذات أكبادها» في موكب جنائزي مهيب ، لفظ 9 أشخاص أنفاسهم الأخيرة زوال يوم الثلاثاء 27 دجنبر 2016 بالطريق الإقليمية رقم 4105 الرابطة بين واد لاو وشفشاون على مستوى الجماعة القروية «تاسيفت»، وذلك نتيجة اصطدام شاحنة بسيارة من الحجم الكبير «فاركونيت»، وانضاف إليهم شخص عاشر فارق الحياة أثناء نقله إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان. وعلى مستوى المساحة الجغرافية ذاتها، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، وأصيب آخر، في حادثة سير وقعت، مساء الأربعاء 29 دجنبر 2016 على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين شفشاونوتطوان، جراء اصطدام قوي بين سيارة رباعية الدفع ودراجة ثلاثية العجلات على مستوى منطقة بني موسى التابعة لجماعة الحمراء قيادة بني حسان (إقليمتطوان) ، أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص في عين المكان كانوا على متن الدراجة، فيما أصيب سائق السيارة بجروح ... إنها مجرد نماذج فقط، داخل سلسلة من المآسي الطرقية التي لا تعرف حلقاتها الدامية نقطة نهاية أو «هدنة»، رغم حملات التوعية والتحسيس، الرسمية منها والجمعوية، وإجراءات الزجر والغرامة المتعددة الأوجه المتخذة من حين لآخر، لدرجة أضحت معها طرق البلاد - بجهاتها المختلفة - تتنافس، للأسف، على صدارة ترتيب الفواجع عالميا؟