سيكون معدل حرارة هذه السنة التي نودعها أعلى من معدل حرارة سنة 2015. رقم قياسي جديد منذ بداية السجلات الشاملة الأولى للحرارة سنة 1850 ... ويتوقع أن يتجاوز معدل الحرارة هذه السنة ب1.2 درجة عن معدل حرارة العهد ما قبل الصناعي .. علينا انتظار شهر يناير المقبل لمعرفة معدل الحرارة النهائي في العالم لسنة 2016، لكن بالنسبة لعدد كبير من العلماء، ليس هناك أدنى شك بأن هذه السنة التي نودعها ستحطم كل الأرقام القياسية. وكتب غافين شميث Gavin Schmidt عالم المناخ ومدير معهد غودار Goddard Institute ( ناسا - نيويورك ) تغريدة لا لبس فيها " ربما لا تدركون الأمر اليوم ، لكن سنة 2016 ستكون السنة الأكثر سخونة على سطح الأرض برقم قياسي +1.2 درجة مائوية بالمقارنة مع نهاية القرن 19 " . رقم قياسي تؤكده فاليري ماسون ديلموت عالمة مناخ وباحثة في مختبر علوم المناخ والبيئة CEA/ CNRS) ) قائلة " لدينا كشوفات حتى نهاية شهر نونبر، وهامش الخطأ ضئيل جدا". ويضيف إيد هاوكينس الخبير في المناخ بجامعة ريدينغ بأنجلترا " .. الأشهر الأولى من سنة 2016 كانت أكثر حرارة من السنة السابقة . باختصار، الشكوك لا مكان لها و الحصيلة الرسمية التي ستصدرها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بداية 2017 ستؤكد هذه التصريحات .وخلال مؤتمر المناخ الذي احتضنته مراكش منتصف نونبر الماضي أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن معدل درجات حرارة كونية مرتفعة بحوالي 1.2 درجة خلال سنة 2016 قد تتجاوز مستوى الحرارة العهد ما قبل الصناعي .وبالمقارنة فسنة 2015 التي كانت السنة الأكثر سخونة سجلت فقط + 1 درجة مائوية .واتفاق باريس الذي تم إقراره خلال قمة كوب 21 وضع هدف عدم تجاوز 1.5 درجة وهذا الهدف يبدو أكثر فأكثر غير واقعي . والتواجد القوي لظاهرة النينيو المناخية في بداية السنة هو إحدى التفسيرات المقدمة لهذا الرقم القياسي الجديد . فالظاهرة تترجم من خلال تيارات بحرية تسخن المياه السطحية في المحيط الهادي . ويِؤكد الخبراء أن " سنوات النينيو تعتبر سنوات أقصى حد مناخي "وهو ما لوحظ خلال سنوات 1997-1998 التي كانت أقوى فترة لظاهرة النينيو طيلة السنوات الأخيرة، لكن " نسبة مساهمة هذه الظاهرة في اختلالات درجات الحرارة لا تتجاوز 15 إلى 20 في المائة . وتوضح فاليري ماسون ديلموت أن تركيز ثاني أكسيد الكاربون أهم الغازات الدفيئة المسؤولة عن ارتفاع درجات حرارة الأرض تجاوز هذه السنة القيمة المركزية القياسية المتمثلة في 400جزء في المليون في الغلاف الجوي . ويضيف الخبير " منذ سنوات الستين يجري ارتفاع درجات الحرارة بوتيرة 0.17 درجة مائوية كل عشر سنوات . في سنة 1960 كان فائض الحرارة الذي يصل إلى سطح الأرض في حدود 0.6 W/M2 واليوم يصل الفائض إلى 2.3 W/M2 . وبالرقم القياسي لسنة 2016 الجارية " يسجل القرن 21 ، 16 من 17 سنة الأكثر سخونة الملاحظة منذ بداية الكشوفات من طرف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية . وهي اتجاهات تنسجم مع ما تعلنه النماذج المناخية . ويوضح أوليفيي بوشير خبير النمذجة المناخية قائلا " صحيح أن للمناخ درجة معينة من التغير ،لكننا لاحظنا مرحلة من التعويض بالمقارنة مع فترة كان فيها ارتفاع درجة الحرارة أقل ( عشرية 2000 ) لكن اليوم النماذج والملاحظات منسجمة من جديد . كانت كذلك من قبل لكننا كنا في تصور غير معهود..." . والمرحلة القادمة بالنسبة للمنمدجين هي محاولة وضع تصورات مناخية على المدى القصير على مدى بضع سنوات ..لكن دلك ليس سوى في مراحله التمهيدية . هذا الرقم القياسي العام للحرارة، والذي هو بالضرورة معدل، لا يهم أوروبا حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية . فسنة 2016 ستكون بالنسبة للقارة الأوروبية رابع أسخن سنة.