يقوم المارشال المتقاعد خليفة حفتر بزيارة للجزائر العاصمة منذ الأحد ، حيث استقبل من طرف وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل بالجزائر العاصمة. وتناولت المحادثات -حسب وسائل اعلام رسمية- «مستجدات الوضع السياسي و الأمني في ليبيا و السبل الكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار في البلاد في أقرب الآجال». عدد من المصادر الإعلامية المحلية، اعتبرت الزيارة « غريبة» خاصة وأنها تأتي في سياق تصعيد عسكري قام به أنصار حفتر في مدينة سرت الساحلية وإعلانه ، انه سيقوم بتطهير طرابلس من القاعدة وداعش، وحيث يتواجد فرقاء آخرون ، من داخل العملية السياسية. وقالت جريدة «الخبر» إن « زيارة حفتر «الغريبة» ،تأتي بعد مرور أسابيع على جولة مماثلة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى الجزائر، وهو خصمه السياسي، ولا يُعلم ما الذي يرمي إليه حفتر من زيارة الجزائر، التي تصر على حل سياسي للأزمة الليبية وترفض أي حل عسكري، الحلّ الذي يبدو أن الفريق حفتر يفضّله، بالنظر لما يجري على الأرض الليبية من استمرار للحرب بينه وبين رئيس الوزراء قائد حكومة الوفاق فايز السراج المدعوم دوليا.» ويفسر بعض المراقبين التناقض الجزائري بسعي الجزائر إلى وأد اتفاق الصخيرات الذي حظي باتفاق دولي ومساندة أممية ، وشبه إجماع بين الفرقاء الليبيين، وظلت قضايا عالقة منها قضية المارشال حفتر الذي يملك قوة جوية ويتمتع بدعم إقليمي خاصة من القاهرة ودول عربية أخرى... وكان أعضاء من البرلمان الليبي والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وشخصيات ليبية أخرى، وقعوا اتفاق سلام برعاية الأممالمتحدة، وذلك في مدينة الصخيرات قبل سنة، وصف بالتاريخي واتفاق الفرصة الأخيرة بتعبير الأممالمتحدة. وسعى الاتفاق إلى إنهاء الانقسام والعنف والفوضى التي تشهدها البلاد بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، والتصدي لانتشار الميليشيات المتشددة، ومن بينها تنظيم داعش. وحضرحفل التوقيع بالإضافة إلى مبعوث الأممالمتحدة، مارتن كوبلر ووزراء خارجية دول غربية وعربية وسفراء. وقال كوبلر إن «اتفاق الصخيرات يؤسس لانتقال سياسي سلمي في ليبيا»، الأمر الذي وافقه عليه مزوار مؤكدا أن «توقيع الاتفاق هو صك ميلاد ليبيا الحديثة والجديدة...». وينص الاتفاق، الذي توصل إليه الفرقاء بعد 14 شهرا من جلسات الحوار في الصخيرات، على تشكيل حكومة وحدة من المفترض أن يترأسها فايز السراج، وتقود مرحلة انتقالية من عامين تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية. وناشد رئيس وفد البرلمان الليبي للحوار، محمد شعيب، خلال حفل التوقيع، المجتمع الدولي دعم حكومة الوحدة والجيش الوطني الليبي، الذي يحارب الميليشيات المتشددة. من جانبه، طالب رئيس لجنة وفد الحوار عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، صالح المخزوم، «الأممالمتحدة باستمرار دعم ليبيا حتى تتمكن من بناء مؤسساتها الحديثة.» وكانت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول عربية أكدت، بعد اجتماع في روما الأحد الماضي، أن الاتفاق هو «السبيل الوحيد» لإنهاء النزاع في ليبيا. وكان دبلوماسيون ليبيون عبرو ا عن شكرهم للمغرب في شخص جلالة الملك الذي وفر كامل الدعم المادي والمعنوي وبذل جهودا كبيرة على مدى أزيد من سنة من أجل إنجاح الحوار.