وأخيرا تسقط ورقة أخرى من شجرة الابداع الرياضي في وطننا ، ويتعلق الأمر برحيل اللاعب الدولي السابق في الفتح الرباطي المرحوم كبير مزور، الذي غادرنا الى دار البقاء منذ بضعة أيام عن سن 74 سنة بعد اصابته بنوبة قلبية مفاجئة. المرحوم كبير مزور كان يمتاز أيام الممارسة بتقنيات لا مثيل لها، فهو معروف بأناقته في اللعب بوسط الميدان وخط الهجوم، حيث التمريرات المحكمة والمراوغات الساحرة وتسجيل الاهداف ببراعة، ويحسب له أنه كان واحدا من صانعي أول فوز بكأس العرش سنة 1967، بعد الانتصار بقيادة العميد حسن أقصبي على النهضة السطاتية بهدفين مقابل هدف واحد في النهاية التاريخية التي ترأسها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بالملعب الشرفي «مركب محمد الخامس» بالدار البيضاء، والتي جرت تحت الاضواء الكاشفة، كما أحرز المرحوم كبير كأس العرش الثانية مع فريقه الفتح سنة 1973. الراحل كبير مزور، الذي كان يتحلى بأخلاق فاضلة ، سبق له أن خاض عدة مباريات دولية مع المنتخب المغربي للكبار والأمل، وشارك في مباريات عديدة مع المنتخب الوطني للشرطة، وبعد اعتزاله الممارسة أواخر السبعينيات، ظل وفيا لفريقه الأم الفتح الذي أشرف على تدريبه في العديد من المناسبات، كما درب أندية أخرى في البطولة الوطنية والبطولة المهنية، ومن الأسماء التي تتلمذت على يده وأعطاها الفرصة بالفتح نذكر تامود، المودني، سعيد شيبا، درويش، وعبد الهادي السكتيوي القادم من الماص... وآخرين. شاءت الأقدار أن يوارى الراحل كبير الثرى بمقبرة الشهداء قرب حي باب العلو الذي ترعرع فيه ، وفي الملعب الذي كان موجودا هناك برزت موهبته، حيث استقطبه فريق الفتح الى صفوفه قبل أن يظفر به مسؤولو نادي سطاد المغربي الذين ترصدوه أيضا. حضور وازن لشخصيات رياضية في تشييع الجنازة التي حضرها حشد غفير، وخاصة قدماء الفتح بقيادة حسن أقصبي، شخمان ،الجمالي، خالد المغراوي، قصو، عروبة، التولالي ، خالد الأبيض ، الحارس فتاح، الصغير، وقدماء الجيش الملكي ممثلون بالعميد حمدي ودحان ، وسطاد المغربي بقيادة رمضان وامحمد الخوسافي وجمعية سلا التي مثلها العربي بيتشو واتحاد تواركة برئاسة عبد القادر احساين ... . لقد أجمع الحاضرون في توديع المرحوم الحاج كبير،أن أسرة الفتح فقدت واحدا من رموزها الكروية، ولقد ظل الى آخر أيام حياته وفيا لهذا الفريق العريق ولجمعية قدماء اللاعبين التي كان عنصرا فاعلا بها من خلال عمله الدؤوب ووقوفه باستمرار الى جانب زملائه وقت الشدة سواء بناديه أو أندية أخرى. رحم الله الفنان الحاج كبير مزور، وتعازينا الحارة لأسرته الصغيرة ومن بينها نجلته ريم والأشقاء محمد والهادي ونجاة وللعائلة الفتحية وكل الرياضيين عبر تراب المملكة الشريفة. «انا لله وانا اليه راجعون».