قال مصطفى التراب المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط إنه لا يمكن الحديث في القطاع الفلاحي عن انتاجية مستدامة بدون وضوح رؤية تؤطر مبادرات الاصلاح الزراعي. وأضاف التراب خلال افتتاحه الملتقى الدولي الفلاحي الثاني من أجل المساهمة في تخصيب افريقيا، الذي انطلقت أشغاله أول أمس بمراكش إن هناك حاجة ملحة للتركيز على تطوير بعض الفروع الزراعية بالاستناد على البحث العلمي والعمل على تطوير الشراكة بين البلدان الافريقية و مختلف المهنيين في القطاع الفلاحي. وركز التراب على أهمية سياسة القرب والانصات للمزارعين من أجل توجيه الاستثمار الفلاحي الى الحاجيات الحقيقية التي يتطلبها القطاع. من جهتها اعتبرت فابيانا فيلد ممثلة مؤسسة التمويل الفلاحي التابعة للبنك الدولي أن برنامجا تمويليا بغلاف مالي قدره سبعة ملايير دولار يتم تصريفه سنويا منذ 2007 الى غاية 2012 لإنشاء وتطوير القروض، وتوفير الرساميل الكافية لتمويل المشاريع في مجال صناعة الاسمدة والصناعات الكيماوية الموجهة لتخصيب التربة. واعتبرت فابيانا فيلد أن ارتفاع اسعار المواد الأولية في الأسواق الدولية وما يرافقه من تقلبات مناخية يتطلب بإلحاح البحث عن حلول مبتكرة في مجالات عقلنة تدبير المياه ، و التشجيع على الرفع من الانتاجية عن طريق استعمال المخصبات والاسمدة، وفي هذا السياق تضيف فابيانا يأتي برنامج البنك الدولي الرامي الى تيسير ولوج المزارعين لمصادر التمويل وتشجيعهم على استصلاح اراضيهم، والرفع من انتاجيتهم بواسطة قروض تمنح عن طريق البنوك المحلية مقابل اعفاءات ضريبية . كما أكدت أن تقليص كلفة انتاج وتوزيع وتسويق الأسمدة المخصبة يعتبر أمرا بالغ الأهمية في الظرف الراهن. وألحت مسؤولة البنك الدولي على ضرورة توجيه التمويل للمشاريع ذات القيمة المضافة المستدامة، معتبرة أن التمويل الذي يوافق هذا النوع من المشاريع هو القروض المتوسطة و الطويلة الامد والتي تتراوح مدة تسديدها بين 5 و10 سنوات . ويحاول المجمع الشريف للفوسفاط باعتباره من أكبر المنتجين دوليا للمخصبات الفلاحية أن يساهم في خلق سوق مستقرة ودائمة للأسمدة، والاستمرار في لعب دور الريادة بصفته المزود الرئيسي لدول القارة الافريقية بهذه المادة والمساهمة بالتالي في تعزيز التعاون جنوب - جنوب بالتركيز على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في القطاع الفلاحي.