توج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يوم الاثنين بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2016، بحسب التصويت، الذي أجرته مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية. وخلف رونالدو (31 عاما) غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ونال الجائزة للمرة الرابعة في مسيرته الاحترافية (بعد أعوام 2008 و2013 و2014) عقب عام رائع توج خلاله بلقبي مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ناديه ريال مدريد الاسباني وكأس أوروبا مع منتخب بلاده للمرة الأولى في تاريخه. وقال رونالدو، في حديث بثته قناة صحيفة «ليكيب»، التابعة لمجموعة «فرانس فوتبول» إنه «فخور وسعيد جدا» بالتتويج بالجائزة، ورد باللغة الفرنسية: «شكرا جزيلا». وتابع رونالدو باللغة الإنكليزية: «شرف كبير بالنسبة لي التتويج بالكرة الذهبية الرابعة في مسيرتي الاحترافية. سعادتي مثل تتويجي بالجائزة للمرة الأولى، إنه حلم جديد تحقق، لم أكن أتصور أبدا في حياتي أن أنال جائزة الكرة الذهبية 4 مرات، أنا سعيد جدا». وأردف رونالدو قائلا: «أريد الاستمتاع بهذه اللحظة الآن، لأنه ليس من السهل الفوز بالكرة الذهبية»، ووجه الشكر إلى زملائه في ريال مدريد والمنتخب البرتغالي. وتوج رونالدو في 2016 هدافا لمسابقة دوري أبطال أوروبا برصيد 16 هدفا، وظفر باللقب القاري للمرة الثانية مع النادي الملكي بعد عام 2014، والثالثة في مشواره الاحترافي بعد الأولى مع مانشستر يونايتد الانكليزي. كما نال لقب الكأس السوبر الأوروبية مع ريال مدريد. وسجل رونالدو 3 أهداف في كأس أوروبا، ليساعد منتخب بلاده على التأهل إلى النهائي عندما لعب 25 دقيقة فقط بسبب الاصابة. وتوجت البرتغال بفوزها على فرنسا المضيفة 1 – 0 بعد التمديد. ويعد تتويج البرتغالي بجائزة الكرة الذهبية انتصارا في إحدى جولات «الحرب الضروس» بين نجم ريال مدريد الاسباني وغريمه في برشلونةالأرجنتيني ليونيل ميسي. تسعة أعوام لم يتح هذا النجمان لغيرهما فرصة حمل الجائزة المرموقة. فمنذ 2008، تناوب رونالدو وميسي على حمل لقب أفضل لاعب في العالم. ولم يخل رصيد ميسي (29 عاما) من الإنجازات، إذ أضاف لسجل برشلونة ثنائية الدوري والكأس، إلا أن كابوس الاخفاق الدولي لا يزال يلاحقه، فخسر مع الأرجنتين نهائي كوبا أميركا للعام الثاني تواليا، وأمام الخصم نفسه تشيلي، وهو لم ينس بعد خيبة نهائي كأس العالم 2014 أمام ألمانيا. وتبقى للانجازات مع المنتخبات نكهتها، فقد اعتبر رونالدو تتويج البرتغال بهدف في الوقت الاضافي «أسعد لحظة في حياتي»، رغم أنه تابعها من على دكة البدلاء بعد خروجه مصابا في الدقيقة 25. ورغم الاصابات التي أبعدته مرتين في ربيع وخريف 2016، نجح رونالدو في الوصول إلى عتبة 50 هدفا مع ريال ومنتخب بلاده للعام السادس تواليا (من يناير إلى دجنبر)، مستفيدا من تحوله للعب كرأس حربة بدل مركز الجناح. ومن الاهداف الخمسين، ثلاثة فقط في كأس أوروبا، إلا أنها كانت مصيرية لبلاده التي كانت في طريقها لتوديع البطولة القارية من الدور الأول، بعدما تخلفت أمام المجر ثلاث مرات في الجولة الاخيرة. إلا أن رونالدو مرر أولا كرة هدف التعادل الأول للويس ناني ثم سجل بنفسه هدفي التعادلين الثاني والثالث (3 – 3). وارتقى «القائد» إلى مستوى المسؤولية في الدور الثاني، وكان صانع هدف ريكاردو كواريسما الذي منح الفوز على كرواتيا (1 – 0 بعد التمديد)، ثم حافظ على رابطة جأشه في ربع النهائي وسجل ركلة الترجيح الأولى ضد بولندا (1 – 1 في الوقتين الأصلي والإضافي). لكن «التمجيد» الأهم كان في نصف النهائي، عندما تواجه مع زميله في النادي الملكي الويلزي غاريث بايل، وخرج وبلاده منتصرين 2 – 0، بعدما سجل الهدف الأول في المباراة والثالث في البطولة من كرة رأسية صاروخية، ثم أدى دورا في الهدف الثاني الذي سجله ناني. وكان الهدف الثالث لرونالدو في نهائيات فرنسا مهما جدا على الصعيد الشخصي، إذ عادل به رقم الفرنسي ميشال بلاتيني بتسجيله الهدف التاسع في النهائيات، وأصبح أيضا أول لاعب يسجل في 4 نهائيات مختلفة (منذ 2004). كما حطم الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات حيث خاض 21 مباراة. في 2016، تشابهت قصة رونالدو مع البرتغال وقصته مع ريال. والأخيرة لا تزال متواصلة مع 35 مباراة متتالية دون هزيمة، إذ تعود الخسارة الأخيرة لرونالدو ورفاقه في ريال إلى ذهاب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا (0 – 2 أمام فولسبورغ الألماني). إلا أن رونالدو قال كلمته في الاياب بتسجيله ثلاثية الفوز (3 – 0)، ممهدا الطريق نحو اللقب الحادي عشر في أبرز بطولة للأندية. ورغم معاناته مع الإصابة، أبى إلا أن يترك لمسته بتسجيل الركلة الترجيحية الأخيرة لفريقه في النهائي ضد جاره اللدود أتلتيكو مدريد (1 – 1)، رافعا الكأس القارية الغالية للمرة الثالثة.