سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طارق المالكي: السلطات العمومية مدعوة إلى تعزيز تنافسية المقاولات الصغرى لامتصاص البطالة خلال الملتقى الدولي الثاني لروح المقاولة وتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة
دعا طارق المالكي، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للتجارة و إدارة المقاولات ، إلى ضرورة ايلاء السياسات العمومية أهمية بالغة للمقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا، على اعتبار أن هذه الأخيرة تشكل الرهان الحقيقي لرفع النمو الاقتصادي ويعول عليها كثيرا لامتصاص مستوى البطالة الذي وصل إلى معدلات مقلقة، لامست 40 في المائة لدى فئات الشباب . وأوضح المالكي، في تصريح لجريدتنا على هامش الملتقى الدولي الثاني لروح المقاولة وتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة، الذي نظمه المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات على مدى يومين بالدارالبيضاء، أن النسيج المقاولاتي المكون أساسا من المقاولات الصغرى والمتوسطة أصبح يكتسي أهمية بالغة على مستوى المساهمة في الناتج الداخلي الاجمالي ورفع النمو وخلق فرص الشغل. واعتبر المالكي أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو دراسة النماذج الناجحة في هذا المجال وخصوصا النماذج الأسيوية التي بنت نموها الاقتصادي على منظومة تأخذ بعين الاعتبار مدى أهمية المقاولات الصغرى في تحريك عجلة النمو. من هنا، يضيف المالكي، يبقى على السلطات العمومية أن تضاعف جهودها في أفق تحسين تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة والتشجيع على إنشاء مزيد من المقاولات الصغرى وحثها على الابتكار خصوصا في القطاعات الواعدة. وركز المالكي على أهمية البحث في مجال «روح المقاولة» الذي ظهر حديثا على يد مجموعة من الباحثين و الاقتصاديين و يلقى إقبالا واسعا من لدن مدارس التجارة والتسيير في العالم، لما له من أهمية قصوى في تشخيص عالم المقاولات و إيجاد الحلول للإشكاليات التي تواجهها، وهو ما دفعنا – يضيف المالكي إلى استدعاء أزيد من 100 شخصية من الخبراء والمهنيين والبنكيين لهذا الملتقى الذي يهدف إلى المساهمة في النقاش حول هذا الموضوع الهام. إلى ذلك أكد المشاركون في المنتدى الذي تواصلت أشغاله على مدى يومين، أن تحسين التنافسية ضرورة من ضرورات استدامة المقاولات المتوسطة والصغيرة. واعتبروا في مداخلاتهم، خلال ورشة خصصت لتسليط الضوء على «تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة» أن درجة تنافسية المقاولة بصفة عامة، تقاس من خلال قدرتها على استقطاع حصة من السوق، مع ضمان تطورها الاقتصادي ومردوديتها بصفة مستمرة. ولاحظوا أن التنافسية المعتمدة على خفض الأسعار والقرب من السوق، لم تعد كافية لضمان نجاحات مستمرة في الأسواق، بل أصبحت ثمرة مجهود منهجي، من خلال التمكن من مراكمة عدة عوامل أساسية، من قبيل التحكم في التوزيع وخلق شبكات تجارية في الخارج وإنشاء تحالفات مع مختلف الشركاء وتدبير البحث والتكوين والدراسات المختلفة وإدخال التقنيات المتطورة وطرق التسيير الناجعة، وذلك للتمكن من الإنتاج بجودة عالية. وأكدوا أنه من أجل التحكم في هذا المسار ينبغي للمقاولة التوفر على قدرة دائمة على التكيف والتحكم في الموارد البشرية، وكذا في الموارد التقنية، من قبيل تحديث بنية الإنتاج والتحكم في التكنولوجيا المتطورة. وشددوا في هذا السياق على أن الجودة، كرهان اقتصادي أساسي واستراتيجي لولوج الأسواق الخارجية، أصبح يهيكل مجمل نشاطات المقاولة من الإنتاج إلى التسويق، مبرزين أنه لربح هذا الرهان وجب الانضباط لنظام صارم، يحتم عدم وجود اختلالات في نشاط المقاولة الصغيرة والمتوسطة. وبينوا أن مفهوم التنافسية لا يضم فقط عوامل الإنتاج المتاحة، من مواد أولية وقوة بشرية ورؤوس أموال، بل كذلك طبيعة أدوات العمل، أي الإطار التنظيمي والمؤسسي؛ كمستويات الانسجام بين تنظيم الإنتاج وتدبير الموارد البشرية وأهمية عنصر التعليم والتكوين وعلاقته بالعمل وأهمية عنصر الابتكار، إضافة إلى طرق التسيير والتدبير المتبعة وأهمية التكنولوجيا المتوفرة وإنتاجية الموارد البشرية. وتميزت أشغال هذا المنتدى، المنظم من قبل المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات، بإلقاء مجموعة من العروض شددت في مجملها على أن تنمية ثقافة المقاولة وروح المبادرة خطوة أساسية لتشغيل الشباب من حملة الشهادات بالمغرب وبلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (مينا). وتوقفت المداخلات بشكل مستفيض عند الأهمية التي تحظى بها هذه المقاولات ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، مؤكدين أن هذا المعطى يفرض تنمية روح المبادرة المقاولاتية لدى الشباب من حملة الشهادات، عبر تشجيع المبادرة الذاتية ودعم الابتكار وتحفيز الريادة داخل هذا الصنف من المقاولات. وقد شكل الملتقى فرصة لمناقشة مجموعة من القضايا المرتبطة بروح المقاولة ومجموع تمظهراتها، وآليات تمويل المقاولات ودعم الابتكار بالمغرب، وذلك بهدف استعراض الحالة الراهنة الخاصة بإنشاء المقاولات، وتشجيع البحث في المجالات المتصلة بالمقاولات الصغرى والمتوسطة، وتقريب الشباب حاملي المشاريع من التجارب الناجحة في هذا المجال عبر العالم. وتضمن برنامج هذا الملتقى، المنظم بتعاون مع مجموعة (إي إس إم –دكار) والجمعية الدولية للبحث في روح المقاولة والمقاولات الصغرى والمتوسطة، تنظيم ندوات وموائد مستديرة يؤطرها باحثون وخبراء مغاربة وأجانب، في موضوعات تهم، على الخصوص، «الرأسمال اللامادي والابتكار والإنجاز داخل المقاولات الصغرى والمتوسطة»، و»التنمية المستدامة للمقاولات .. رافعة لتعزيز تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة»، و»رؤى متقاطعة وعودة التجربة».