تتواصل فعاليات الدوري المغربي بإجراء الجولة الثانية عشرة ، وهي الدورة التي أفرزت محطات حارقة ، على اعتبار أن فرق المقدمة تتطلع لتعزيز الرصيد ، سيما وأن الفارق تقلص بين المتصدر والمطاردين ، كما أن الأندية المتموقعة في أسفل الترتيب تطمح إلى تسلق المراتب مبكرا . نقطة واحدة تفصل الدفاع الجديدي عن المتصدر الوداد ، وموقع الفريق الدكالي يفرض عليه أن يستثمر كالعادة امتياز الاستقبال وهو ينازل شباب خنيفرة ، للحفاظ على مركزه، أو الانقضاض على الزعامة ، لكن الفريق الخيفري مطالب بتفادي الخسارة الثالثة على التوالي ، ولعل الرهان المتباين للفريقين سيضفي على المباراة طابع الندية والصرامة التكتيكية . فريق الرجاء الذي تلقى أول خسارة يوم الأربعاء ، والذي يعيش أزمة مالية انعكست على علاقة اللاعبين بالرئيس ، وانبثقت عنها استقالة عضوين من المكتب ، هذا الفريق سيستقبل نهضة بركان في مواجهة تطغى عليها حسابات خاصة ، وستفتقد للدفء الجماهيري ، حيث ستدور أمام مدرجات فارغة ، وهذه مناسبة ينتظرها المدرب الطاوسي لرد الاعتبار لنفسه ، هي مباراة ملغومة ، وأي نتيجة غير الفوز ستزيد من لهيب الأزمة الرجاوية . متصدر الترتيب الوداد العائد بتعادل من بركان سيرحل إلى آكادير لمنازلة الحسنية وكله أمل في معانقة فوز يبقيه في موقعه ، ويقيه شراسة المطاردة المباشرة ، إلا أن الفريق السوسي الذي فرط في فوز أمام لوصيكا ، يراهن على تقديم منتوج كروي راق ، سيما وأن المدرب السكتيوي ينهج أسلوبا هجوميا . بعد ثلاث هزائم متتالية ، يكون فريق شباب قصبة تادلة مجبرا على البحث عن انتعاشة عبر الفوز على شباب الحسيمة ، لأن أي تعثر جديد قد يرمي بالفريق التدلاوي داخل غرفة الإنعاش ، وقد يضع رأس المدرب الإدريسي على مقصلة الإقالة، خصوصا وأن خط هجوم الفريق سجل خمسة أهداف فقط ، وهي حصيلة رقمية تطرح أكثر من علامة استفهام حول تطوير أداء المهاجمين . ديربي الشمال يفتقد للحماس الجماهيري تنفيذا للعقوبة ، وهذا يفرغ المباراة من نكهتها المعهودة ، والمدرب بنشيخة الذي تأسف على إجراء اللقاء بدون جمهور ، يراهن على هذه المحطة للاستمرار في صنع الإيجابي ، سيما وأنه مازال منتشيا بفوزه على الرجاء ، لكن مدرب المغرب التطواني لوبيرا يعي جيدا أن الانتصار يرد من خلاله ديننا عالقا ، ويقفز به نحو المراتب المتقدمة ، فمن سيكسب الرهان ؟ مباراة شبه محلية تجمع جريحين يبحثان عن طوق النجاة ، ويتعلق الأمر بالنادي القنيطري والجيش الملكي ، فالأول انتعش نسبيا مع المدرب الجديد المريني ، حيث حقق معه تعادلا وفوزا ، ومع ذلك مازال يتموقع في الصف الأخير ، والثاني نتائجه متذبذبة ، وتلقى الأسبوع الماضي خسارة قاسية بعقر الدار ، هي مباراة يبحث خلالها الفريقان عن الانتصار باعتباره الخيار الوحيد لتجرع أكسجين الانتعاشة . الفتح يعيش هذا الموسم وضعا صعبا ، حيث افتقد لتوازنه ، واستقباله للكوكب سيكون فرصة لتدارك الموقف ، والإعلان عن صحوة ما أحوج الركراكي إليها ، لكن المدرب الصحابي مطالب هو الآخر بتصحيح المسار، ولعل وضعية الفريقين تفرض عليهما كسب نقط المباراة كاملة ، مادام التعادل لا يخدم مصالحهما .