أكد صارم الفاسي الفهري، نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الأفلام المنتقاة رسميا لعرضها خلال الدورة السادسة عشرة للمهرجان (2-10 دجنبر) تؤكد انسجاما في خط المهرجان الذي يشجع «سينما إبداعية وأصيلة وواعدة». وقال الفاسي الفهري، في حديث سلط فيه الضوء على المميزات الأساسية لأفلام 2016، أن هذه الأفلام، بمكوناتها الثلاثة (المشاركة في المسابقة، وخارج المسابقة، وخفقة قلب)، تندرج في إطار استمرارية تؤكد انسجاما في الخط يشجع «سينما إبداعية، أصيلة وواعدة». ورأى في هده الأفلام «وسيلة تتيح لمراكش إعادة النظر في المعنى، والدعوة لشكل من المقاومة الفنية في خدمة الجمال والذكاء، في مواجهة البرود الفني المعمم الذي يكتسح الشاشات». وأضاف أن المسابقة الرسمية، رمز هذا المجهود، تشكل إحدى مفاخر مراكش من خلال الأولوية التي تمنح للمواهب الشابة (ترجيح الأفلام الأولى والثانية)، مع الإنصات للسينما في تنوعها، عبر عرض أفلام من الشرق الأقصى (اليابان وتايوان والصين ...) وكذا من الشيلي وإفريقيا الجنوبية مرورا بروسيا وإيسلندا وإيران ورومانيا والنمسا وألمانياوفرنسا. واعتبر صارم الفاسي أن الأفلام التي يتم عرضها خارج المسابقة تشكل «نافذة على الجمهور الواسع، المنصت للتوترات التي يعرفها العالم ويعكسها بذكاء وإنسانية». وقال إن هذه الدورة من المهرجان تتضمن أيضا أفلاما لمخرجين من عيار ثقيل خاصة الهولندي بول فيرهوفن ومواهب واعدة من أمثال المغربي نسيم عباسي، ونجوم كالممثلتين الفرنسيتين إيزابيل هوبير وإيزابيل أدجاني، مشيرا إلى أنه سيتم، خلال حفلي الافتتاح والاختتام، عرض فيلمين مهمين هما «عصر الظلال» لكيم جي - وون من كوريا الجنوبية و»وداعا برلين» لفاتح أكين من ألمانيا(..) وحول ما إذا كان غياب الأفلام المغربية عن المسابقة الرسمية دليلا على أزمة في الفن السابع في المملكة، نفى السيد الفاسي الفهري، وهو أيضا المدير العام للمركز السينمائي المغربي، ذلك نفيا قاطعا. وأوضح أن العديد من المخرجين ليسوا على استعداد حاليا لعرض أفلامهم خلال الدورة الحالية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ومنهم، بالخصوص، فوزي بنسعيدي ونور الدين الخماري ونرجس النجار وداوود اولاد السيد وليلى الكيلاني، مؤكدا أن الإدارة الفنية للمهرجان تضع الأفلام المنتقاة للمشاركة في المهرجان، على غرار مجموع البرمجة، حسب «خط تحرير منسجم وتطوري وإبداعي». وحرص، في هذا الصدد، على التوضيح أن حضور هذا الفيلم أو ذاك «ليس بشكل أوتوماتيكي نوعا من حصيلة صحة سينما محددة»، مشيرا إلى أن الأفلام هي بالدرجة الأولى عمل مؤلفين ومهرجان السينما ليس منافسة بين الدول على غرار ما يتم في مجال الرياضة على سبيل المثال. من جهة أخرى، وبخصوص مجال الإنتاج، أشار المدير العام للمركز السينمائي المغربي إلى أن اقتصاد السينما يجعل اليوم أن الأفلام تنهل من مصادر متعددة عابرة للأوطان ما يمحو الانتماءات «الوطنية» الضيقة. وذكر بأنه خلال مهرجان القاهرة الأخير، عادت الجائزة الكبرى لفيلم «ميموزا» الذي تم تقديمه باعتباره فيلما مغربيا، فيما أن الأمر يتعلق بإنتاج دولي مشترك. وشدد الفاسي الفهري على أنه إذا كانت الأفلام المنتقاة دليلا على شيء، فإنها تبرهن على هذا التحول الاقتصادي الذي يعد أحد تمظهرات العولمة»، ملاحظا أن الفيلم الذي يمثل فرنسا في الأوسكارات من إنجاز بول فيرهوفن وهو مخرج هولندي، فيما أن المغرب كان ممثلا في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2013 بفيلم «تريتورز» وهو فيلم أمريكي.