" علامة الدار، على باب الدار" مثال ينطبق على مهرجان مكناس الذي تنظمه جماعة مكناس بمناسبة مرور 20 سنة على تصنيف عاصمة المولى إسماعيل تراثا عالميا، وبدا ذلك جليا خلال اللقاء الصحفي الذي عقده الموسيقار الكبير عبدالوهاب الدكالي رفقة الفنانة نجاة الرجوي، زوال يوم الجمعة الأخير حين حشر ممثلو وسائل الإعلام مع جيش عرمرم من أشباه الصحفيين والمصورين الذين غصت بهم قاعة إحدى فنادق المدينةالجديدة حمرية التي احتضنت اللقاء، في منظر يشمئز له المرء. وبدل تزويد المنابر الإعلامية بالبرنامج العام للتعريف بفعاليات المهرجان، أو عقد لقاء صحفي لتسليط الضوء عليه، فضل المنظمون الكتمان وانتقاء منابر إعلامية بعينها شريكة للمهرجان، وكأن الأمر يتعلق بحفل زفاف خاص أو عقيقة، وليس مهرجانا ممولا من جيوب دافعي الضرائب. البداية المتعثرة ظهرت أيضا بعد حرمان منابر إعلامية من الشارة والملف الصحفي كما هو الشأن لجريدة الاتحاد الاشتراكي على الرغم من تدخل المسؤول عن الشركة التي "أهداها" المجلس تدبير شؤون الإعلام بمهرجان مكناس. البداية المتعثرة ظهرت أيضا بعد مقاطعة الأغلبية الساحقة لأعضاء المجلس بقاعة الفقيه المنوني، وعدم امتلاء القاعة كما جرت العادة على الرغم من الوزن الكبير لعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي كون دعوات الحضور اقتصرت على الموالين بل حتى أعضاء المجلس الجماعي تم احتقارهم ولم يتوصلوا سوى بدعوة أو اثنين لكل عضو حسب تصريح أحد أعضاء المجلس. ولم يقتصر سوء التنظيم والفوضى على هذه الجوانب بل انتقل إلى داخل قاعة الحفل حين تدخل الرئيس لإدخال مصور دون سواه ( بعد منعه من لدن حراس الأمن الخاص إلى كواليس الخشبة ) لينتفض مصورون آخرون ضد هذا الانتقاء، ويعيش الجمهور لحظات فوضى بدل لحظات طرب مع الفنانة نجاة الرجوي. إنا بداية متعثرة لمهرجان يجهل لحد الساعة الإمكانات المالية المرصودة له، كما تتخوف الفرق والفعاليات الرياضية عن ما سيصيب أرضية القاعة المغطاة المسيرة التي ستحتضن السهرة الختامية للمهرجان من أضرار، بالنظر لاستعمال أحدية عادية بدل الرياضية إضافة إلى ثقل وزن المنصة والجالسين عليها. يشار إلى أن الموسيقار الكبير عبد الوهاب الدكالي أحيي سهرة فنية كبرى مساء الجمعة، لقيت تجاوبا كبيرا مع الحاضرين، وقبله استمتع الحضور بأداء الفناة نجاة رجوي لأغاني شدت لها. وعرف صباح يوم السبت تنظيم ندوة علمية في موضوع " اقتصاد التراث " وزوالا تم عرض مسرحية الباباوان لفرقة عبدالكبير الركاكنة الخاصة بالصغار وافتتاح معرض منتوجات الزيتون والطبخ المكناسي بحضور رئيس جهة فاسمكناس ورئيس جماعة مكناس وعامل عمالة ذات المدينة. فيما تم إحياء سهرة تراثية شاركت فيها كل من سناء مرتحي في فن الملحون والتراث العيساوي بمشاركة المقدم عبدالعالي لمرابط وأنور الدقاقي بالنسبة للتراث الحمدوشي. كما شهد صباح اليوم الثالث من المهرجان تنظيم مائدة مستديرة حول " المدينة والتراث " أطرتها هيأة المهندسين المعماريين وورشة تكوينية في الفن التشكيلي وندوة في "تجربة محمد القاسمي في التشكيل المغربي المعاصر " ثم سهرة أندلسية يحييها جوق نهضة مكناس. فيما تنظم يوه الاثنين ندوة في موضوع " تاريخ التصوف بمكناس " وتحيي النخبة الوطنية للمديح والسماع سهرة صوفية.