نشر موقع «تيك تايمز» الأمريكي، تقريرا تناول فيه أسباب التباين الواضح بين أمل الحياة عند كل من الرجال والنساء. وقال الموقع في تقريره إنه على الرغم من التطور الطبي والتكنولوجي، وتحسن الرعاية الصحية في العقود الأخيرة، فإن دراسة حديثة كشفت أن الرجال لا يزالون يعيشون أعمارا أقصر من أعمار النساء بشكل عام. وذكر الموقع أن فريقا دوليا من الباحثين اطلع على بيانات أكثر من مليون شخص حول العالم، ابتداء من القرن ال18 وحتى وقتنا الحالي، فوجدوا أن متوسط العمر المتوقع لدى الأجيال الأخيرة؛ قد ارتفع بصورة كبيرة، وفاق جميع العصور البشرية على مر التاريخ. وأشار إلى أن التقدم في مجال الطب والصحة العامة؛ ساهم في ارتفاع نسب آمال الحياة، وفي تقليل عدد الوفيات التاتجة عن الإصابة بالأمراض. فعلى سبيل المثال؛ ازداد متوسط العمر المتوقع في السويد على مدار القرنيين الماضيين؛ من 35 سنة إلى أكثر من 80 سنة، أما في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ فكان متوسط العمر المتوقع في سنة 1900 يصل إلى 47 سنة فقط، أما الآن فيمكن للأمريكيين أن يعيشوا حتى ال79 سنة. وأفاد الموقع بأن الباحثين وجدوا أنه على الرغم من ارتفاع متوسط العمر المتوقع لأعمار البشرية إلى مستويات غير مسبوقة عبر التاريخ؛ فإن النساء ما زلن يعشن أكثر من الرجال. وأضاف أن أسباب تمتع النساء بحياة مديدة على عكس الرجال؛ أساسها فرضيتان؛ إحداهما تتمثل في جينات الرجل التي تحتوي فقط على كروموسوم «أكس» على عكس المرأة التي لديها «أكس أكس»، وبالتالي فإن الرجال لا يملكون كروموسوم «أكس» الثاني، الذي يمكن أن يعوض المتغيرات الجينية الضارة في الكروموسوم الأول. ونقل الموقع عن المعدّة المساعدة للدراسة سوزان ألبرتس، أستاذة علم الأحياء بجامعة «ديوك» الأمريكية، قولها إن عيوب الذكور تعود إلى جذور عميقة، مشيرة إلى أن بعض السلوكات الخطرة لدى الرجال قد تكون مسؤولة عن هذا الفرق، على غرار شرب الخمر وقيادة السيارة، اللذين يُعدان من أحد العوامل الرئيسة في ارتفاع معدل وفيات الرجال. وفي الختام؛ أشار الموقع إلى أن بعض الباحثين يقولون إن «تحديد السبب الكامن وراء فجوة متوسط العمر المتوقع بين الجنسين؛ سيساعد كثيرا في ارتفاع معدل أمل الحياة لدى الرجال».