أشادت الدورة السادسة عشرة لقمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في ختام أشغالها اليوم الأحد بأنتاناناريفو، بنتائج الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ المؤتمر العالمي (كوب 22)، الذي احتضنته مدينة مراكش خلال الفترة من 8 إلى 18 نونبر الجاري. وجاء في البياني الختامي الذي توج أعمال القمة « إننا نشيد بنتائج الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر التغيرات المناخية بمراكش، كوب 22 «. كما أشاد قادة الدول والحكومات ورؤساء الوفود المشاركون في قمة الفرنكوفونية بالبعد الإفريقي الذي ميز أشغال مؤتمر مراكش و»مقاربته الشمولة ومزاوجته بين أهداف التنمية المستدامة وجهود التصدي لتداعيات التغيرات المناخية». وأضاف البيان الختامي أن المؤتمر الأممي الذي نظم بالمغرب مكن من تحقيق تقدم في مسار تفعيل اتفاق باريس وتطبيق مختلف القرارات ذات الصلة. ودعا المشاركون في قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية إلى مواصلة مواكبة الدينامية التي اطلقتها قمة مراكش، مؤكدين عزمهم اتخاذ الإجراءات والتدابير الضرورية الكفيلة بضمان ترجمة التزامات مؤتمر باريس إلى عمليات وأنشطة ملموسة. وشددوا على أهمية الرفع التدريجي لسقف طموحات الأطراف، والعمل من خلال برامج الدعم، على تشجيع جهود البحث والاستثمار والولوج للتنمية العادلة والمستدامة القائمة على أساس اقتصاد يقوم على الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية وإعادة التدوير والنهوض بالطاقات الدائمة والمستدامة. وأعربت قمة الفرنكوفونية في ختام أشغالها عن دعمها للمبادرات الرامية إلى تشجيع نشر الاستراتيجيات الوطنية لتنمية تخفيض انبعاثات الكربون وتشجيع ولوج الجميع إلى الطاقة المستدامة، في أفق سنة 2020، وذلك على غرار تلك التي تم اعتمادها من أجل تنمية الطاقات المستدامة في افريقيا. كما عبر قادة الدول والحكومات المشاركون في قمة مدغشقر عن دعمهم للتفعيل الكامل للصندوق الأخضر للمناخ بهدف دعم مشاريع ملموسة للتخفيض والتكيف، وتعزيز كفاءات وقدرات البلدان الفرنكوفونية بهدف ضمان استخدام دائم ومستدام للموارد. وتمحورت النقاشات حول وضعيات الأزمة وتعزيز السلام في الفضاء الفرانكفوني، والنهوض بالمساواة بين الرجال والنساء، وتعزيز استقلالية وتمكين النساء والفتيات، والحيلولة دون انتشار التطرف، والتكوين المهني والتقني. كما بحث المشاركون في هذه القمة المنظمة تحت شعار «النمو المشترك والتنمية المسؤولة: شروط الاستقرار في العالم والفضاء الفرانكفوني»، قضايا الطاقة وتعزيز التنوع اللغوي ووضعية الطفولة، والتنمية المحلية والبيئة وحوار الثقافات باعتباره عاملا للتنمية المستدامة، إلى جانب السلامة الطرقية والاقتصاد الأزرق. وخلال اليوم الأول من القمة، السبت، شكلت الدعوة لإقرار فرانكفونية متضامنة، الخيط الناظم للخطابات التي تم إلقاؤها، والتي أجمعت على ضرورة تعزيز الصلات داخل الفضاء الفرانكفوني، بما من شأنه مواجهة مختلف التحديات. وكان الرئيس السنغالي ماكي سال، نوه السبت، بالمبادرات التي أطلقها المغرب وفرنسا لفائدة القارة الإفريقية. وقال الرئيس ماكي سال، خلال افتتاح أشغال القمة «أشيد بمبادرات جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التي تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الخاصة والملحة للقارة الإفريقية». وأوضح الرئيس السنغالي أن هذه المبادرات تستجيب بالخصوص لحاجيات إفريقيا في مجال الانتقال الطاقي ومحاربة التصحر، كما تشمل المحافظة على الثروة الغابوية والمائية في كل من الكونغو وتشاد. من جهته، أشار رئيس مدغشقر هيري راجواناريمامبيانينا، إلى أنه بالرغم من الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية، فإن الحاجيات الإنسانية لا تزال في تزايد مضطرد. وشدد على أهمية إعادة وضع أسس الشراكة الدولية وتوجيهها نحو عمل إنساني «أكثر فعالية وشمولية»، لاسيما من خلال بلورة برامج عمل استراتيجية بهدف ضمان استجابة أفضل للحاجيات الإنسانية المتزايدة ومتعددة الأشكال، وذلك في سياق دولي يزداد صعوبة وتعقيدا. وندد الرئيس الملغاشي بارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف السكان المدنيين، وما ينتج عنها من زيادة تدفقات المهاجرين والنازحين، وما يعقبها من مآس إنسانية. ودعا في هذا السياق جميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها من أجل تجنب النزاعات. وقد افتتحت القمة ال16 لمنظمة الفرانكفونية في عاصمة مدغشقر انتاناناريفو يوم السبت، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، الذي يمثل جلالة الملك في هذه القمة وبحضور عشرين رئيسا ورئيس حكومة