أطلقت بورصة الدارالبيضاء، مساء أمس الثلاثاء، الدفعة الثانية من المقاولات الصغرى و المتوسطة المستفيدة من برنامج (إليت المغرب) الذي يروم على الخصوص مساعدة هذه المقاولات على الولوج إلى فرص التمويل، وذلك خلال حفل حضره عدد من الفاعلين في مجال المال والأعمال. ويمنح برمانج (إليت المغرب) مقاربة متجددة تضمن تمكين حوالي 12 مقاولة صغرى و متوسطة طموحة، تسعى تطوير أنشطتها، من برنامج للتكوين و المواكبة فضلا عن تمهيد الطريق أمامها لولوج التمويل عبر الأسواق المالية. وفي كلمة بالمناسبة، أعرب السيد كريم حجي، المدير العام لبورصة الدارالبيضاء، عن ارتياحه للنتائج التي حققها برنامج ( إليت المغرب) الذي أطلق في أبريل الماضي، موضحا أن هذا البرنامج يشهد حاليا انخراط 24 مقاولة صغرى ومتوسطة،تمثل رقم أعمال يصل الى حوالي 7 مليارات و 400 مليون درهم ، وتوفر 5000 فرصة عمل . وأضاف أن النسيج الاقتصادي بالمغرب يتكون من مقاولات طموحة تعمل يوميا على تعزيز تقدمها من من خلال برنامج (إليت)، مبرزا أنه من هذا المنطلق، تعمل بورصة الدارالبيضاء على مواكبة هذه المقاولات لتمكينها من الحصول على الوسائل الضرورية لتلبية متطلبات السوق المالية وبالتالي الحصول على كل مصادر النمو. وأكد السيد حجي أن الهدف الأسمى من هذا المجهود الاستثماري الاستثنائي هو جعل مدينة الدارالبيضاء قطبا ماليا رائدا على الصعيد الافريقي والإقليمي. وأشار إلى أنه منذ سنة 2014 ،تبنت بورصة الدارالبيضاء مقاربة استثمارية جديدة لدعم المقاولات الصغيرة والمنتوسطة بعد أن سجلت خلال لقاءات مع رؤساء المقاولات تفاوتا بين متطلبات السوق المالية والواقع الذي تعيشه المقاولات المغربية. وتهدف هذه المقاربة الجديدة، بحسب السيد حجي، إلى منح المقاولات المغربية الوسائل التي تمكنها من الولوج بكل سهولة إلى السوق المالية وكذا إلى مجمل مصادر التمويل التي توفرها السوق، موضحا أن الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تجلت في التوقيع سنة 2015 على شراكة مع مجموعة (ستوك اكستشانج لندن ) من أجل اطلاق برامج (إليت) أو ( النخبة) الذي يواكب المقاولات الطموحة في نموها ، مبرزا ان هذه الشراكة جعلت المغرب أول بلد غير أوروبي يعتمد هذا البرنامج. وأشار ان الخطوة الثانية همت التوقيع، بحر السنة الجارية، على شراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطية تروم توحيد أنشطة الطرفين لفائدة المقاولات المغربية وذلك بهدف تشجيع ظهور نسيج مقاولاتي متين ودائم. وبموجب هذه الشراكة ،يعمل الطرفان على وضع خطة عمل سنوية لمتابعة وتقييم تدابير مواكبة المقاولات في انفتاحها على البورصة وتبادل المعلومات والخبرات. ويعتبر برنامج (إليت) آلية من شأنها توفير مناخ أعمال حقيقي يهم المقاولات ويهدف الى دعم وتشجيع الابتكار والحس المقاولاتي والرفع من وتيرة النمو. ويمكن هذا البرنامج كل المقاولات المنخرطة فيه من تحديد كل إشكالياتها ووضع تدابير ملائمة لحلها، ويتيح لها في نهاية المطاف الحصول على شهادة (إليت) التي تضمن لها موقعا لدى المستثمرين الوطنيين والاجانب وتسهيل التمويل، لا سيما من خلال الولوج الى قاعدة رقمية تضم مختلف المنخرطين بالبرنامج. ولايقوم برنامج (اليت) بتوجيه المقاولات نحو مصدر محدد للتمويل فحسب ،بل يقدم برنامجا عمليا لولوج كل فرص التمويل التي تلائم احتياجات المقاولة (الاسهم الخاصة، رؤوس الاموال ، عروض القرض ، البورصة ). ويهم برنامج (اليت) المقاولات الطموحة التي تتبنى نموذجا استثماريا قويا و استراتيجية نمو واضحة وحاجة للتمويل.