أطلقت بورصة الدارالبيضاء، مساء اليوم الثلاثاء، برنامج «إليت المغرب» الذي يروم مساعدة المقاولات الصغرى والمتوسطة على ولوج فرص التمويل الطويلة المدى. ويمنح برنامج «إليت المغرب» مقاربة متجددة تتضمن تمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة الطموحة التي تسعى إلى تطوير أنشطتها من برنامج للتكوين والمواكبة ، فضلا عن تمهيد الطريق أمامها لولوج التمويل عبر الأسواق المالية. ويعد المغرب أول بلد غير أوروبي أدخل برنامج «إليت» الذي يروم ملء الفجوة ما بين متطلبات سوق الرساميل وواقع المقاولات المغربية ، خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة. كما يمنح «إليت المغرب» المقاولات الآليات لكي تجد أفضل طريقة لتحقيق أهدافها المتعلقة بتطوير مشاريعها، مع تمكين سوق الرساميل من استقبال مقاولات تتميز بتنظيم وتطبق الحكامة الجيدة و تمارس الشفافية في التدبير. وفي هذا الصدد، أشاد مامون بوهدود ، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المهيكل، في كلمة بمناسبة إطلاق «إليت المغرب» بهذا البرنامج الذي من شأنه أن يساهم في تطوير المقاولات المغربية وتعزيز تنافسيتها، عبر تقديم كافة التسهيلات لها لكي تلج سوق الرساميل. وأبرز الوزير أن تطوير النظم الاقتصادية يحتاج إلى مقاولات قوية ومؤهلة قادرة على المساهمة بفعالية في التنمية الاقتصادية للمغرب، معتبرا أن برنامج «إليت المغرب» يساهم بأهدافه «الطموحة» في مساعدة المقاولات الوطنية ،خاصة الصغرى والمتوسطة، على الاستعداد بشكل أفضل للتغيرات القادمة. كما توقف السيد بوهدود أمام أهمية المخطط الوطني لتسريع التنمية الصناعية، الذي يهدف إلى تعزيز مسار المهن العالمية للمغرب وإدماج مختلف فروع النسيج الصناعي الوطني، وذلك عبر تشجيع وتنسيق عمل المقاولات التي تعد قاطرة القطاع الصناعي من أجل خلق دينامية وعلاقة جديدتين بين المقاولات الكبرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة، بما يساهم في بروز قطاع صناعي قوي وواعد. من جهته، أوضح السيد كريم حجي المدير العام لبورصة الدارالبيضاء أن برنامج «إليت المغرب» سيمكن المقاولات المغربية التي تطمح إلى اقتحام الأسواق الدولية من الاستفادة من شبكة من الخبراء والمستثمرين المغاربة والأجانب، علاوة على تمكينها من الولوج المباشر إلى سوق الرساميل بفضل أرضية «إليت المغرب» الرقمية التي تضم مئات الشركات والمستشارين عبر العالم. وأبرز السيد حجي أن بورصة الدارالبيضاء عملت على تكييف هذا البرنامج وفق الاحتياجات والخصوصيات المحلية، مضيفا أن إطلاق هذا البرنامج في المغرب يشكل مجرد بداية في أفق نشر هذه التجربة ببلدان إفريقية أخرى. من جانبه، أبرز السيد لوكا بيرانو رئيس قسم القارة الأوروبية للأسواق الرئيسية لمجموعة بورصة لندن أهمية برنامج «إليت» الذي يعد أرضية ملائمة للمقاولات لكي تطور إمكانياتها التدبيرية وتوسع أنشطتها على المستوى الدولي. وأشاد السيد بيرانو ببورصة الدارالبيضاء التي استوعبت هذا البرنامج و نجحت في تكييفه وفق حاجيات المقاولات المغربية، مشيرا إلى أهمية هذا البرنامج الذي منح الثقة للمقاولات المنخرطة في هذا البرنامج لكي تصبح لها جاذبية اقتصادية. وكانت بورصة الدارالبيضاء قد وقعت سنة 2014 اتفاقية مع نظيرتها بلندن لإطلاق «إليت المغرب» لتسهيل ولوج المقاولات التي تعرف تطورا قويا إلى الأسواق المهمة ومواكبتها للحصول على التمويل، علما بأن هذا البرنامج أطلق سنة 2012 ويضم أزيد من 270 مقاولة موزعة على 17 بلدا عبر العالم. للإشارة، فإن بورصة الدارالبيضاء وقعت شراكة استراتيجية مع بورصة لندن، يتعاون بموجبها الطرفان من أجل تطوير السوق المالي بالمغرب وإحداث فضاء خاص بالمقاولات الصغرى والمتوسطة وفق المعايير الدولية، وذلك إلى جانب القيام بمبادرات مشتركة في المجال المالي، لتكريس المغرب كمركز مالي على الصعيد الإفريقي.