وقع المجمع الشريف للفوسفاط أول أمس السبت في أديس أبابا، على صفقة استراتيجية وتاريخية لإنشاء أكبر مركب صناعي مندمج لإنتاج الأسمدة الفوسفاطية في إثيوبيا. وكشفت معطيات حول هذه الصفقة الضخمة أن المركب الصناعي المندمج سيكون بعد إنشائه الأكبر من نوعه في أفريقيا، بعد مركب الجرف الأصفر. وسيكلف إنجازه ، في مرحلة أولى، حوالي 2.4 مليار دولار . ومن المتوقع استثمار مبلغ إضافي قدره 1.3 مليار دولار بحلول عام 2025. ويهدف هذا المشروع العملاق إلى استغلال موارد أفريقيا لصالح أفريقيا في إطار الرؤية الاستراتيجية التي يقودها ملك المغرب لخلق شراكة مربحة بين بلدان الجنوب. ويجسد المشروع التكامل بين الموارد الطبيعية في البلدين، من خلال البوتاس والغاز الاثيوبيين، بينما ستلبي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الاحتياجات من الحامض الفوسفوري... وسيتولى المجمع العصري الذي سيشيدهOCP بمنطقة دير داوا تصنيع مجموعة من منتجات الأسمدة الموجهة لتلبية الطلب المحلي وفقا لاحتياجات الفلاحة الإثيوبية ، كما سيعمل على ضمان تزويد المزارعين الاثيوبيين بحاجياتهم من الأسمدة المغذية بأسعار مدروسة. وفي المجمل يتطلع هذا المركب الصناعي المشترك إلى إنتاج 2.5 مليون طن سنويا من الأسمدة بحلول عام 2022 على أن تصل طاقته الإجمالية من إنتاج الأسمدة في2025 إلى 3.8 مليون طن سنويا، وهو ما سيمكن إثيوبيا من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأسمدة ، علما بأن هذا البلد يستورد حاليا جميع حاجياته من الأسمدة التي يستهلكها. ويدخل هذا المركب الصناعي المعلن عنه خلال الزيارة الملكية لإثيوبيا، ضمن مخطط استراتيجي شامل لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذي يتضمن توسعا استراتيجيا مدروسا بمجموعة من دول القارة السمراء. وسيستفيد هذا المشروع الضخم من التكامل الحاصل بين الموارد الطبيعية للبلدين كما يستجيب في نفس الوقت لحاجيات إثيوبيا التي تتوفر على إمكانات زراعية هائلة، تتطلب زيادة مستمرة في استهلاك الأسمدة، وهو ما ستضطلع به مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي راكمت 50 عاما من التجربة في مجال صناعة الأسمدة الزراعية و خبرتها العالمية في مجال التربة . وسيتم تجهيز المركب الصناعي بكل البنيات التحتية الأساسية اللازمة، انطلاقا من محطة ضخ المياه ومحطات معالجة المياه ومحطة لتوليد الكهرباء، ومن ميزات هذا المصنع أنه سيؤمن حاجياته الذاتية المستقلة من الطاقة. ويتكون المصنع - الذي سيوفر تشييده أزيد من 2.4 مليون يوم عمل وسيخلق بعد إتمامه 500 منصب شغل - من وحدتين لإنتاج الأمونياك سيتم تزويدهما عبر أنابيب بالغاز المستخرج محليا لتبلغ قدرتهما الإنتاجية مليون طن سنويا ، كما يتضمن المشروع انشاء 4 وحدات لإنتاج الأسمدة، تهدف إلى تلبية الطلب المحلي، وفي مرحلة ثانية ستشتمل هذه المنصة الصناعية على تسع وحدات، لتمكن من زيادة الإنتاج السنوي بنسبة 50٪ (2.2 مليون طن في السنة من الآزوت والفوسفور والبوتاسيوم و 1.6 مليون طن في السنة من اليوريا).. ومن أجل ضمان تلبية الاحتياجات من المواد الأولية اللازمة لمنصة الأسمدة، سيتم بناء وحدة للتخزين في ميناء جيبوتي، بالنسبة للحامض الفوسفوري المرسل من المغرب، وحامض الكبريتيك والبوتاس. وسيتم نقل هذه المواد بواسطة القطار إلى المنصة الصناعية للأسمدة من أجل ضمان درجة عالية من الإنتاج الذاتي. ويعتبر الأمونياك مادة مهمة لإنتاج الأسمدة. وسوف تؤمن وحدتا الأمونياك إنتاج مليون طن في السنة باستخدام الغاز المحلي الذي سيتم نقله إلى المنصة عبر خط أنابيب انطلاقا من احتياطيات الغاز في أوغادين. وسيمكن تأمين هذه المدخلات الرئيسية الثلاث، أي الأمونياك والحامض الفوسفوري وحامض الكبريت، من إنتاج1,5 مليون طن في السنة من الأسمدة المكونة من الآزوت والفوسفور والبوتاسيوم.