نظمت جمعية تاوسنا للتربية والثقافة والفنون بإيمنتانوت السبت الماضي أمسية ثقافية احتفاء بالشاعر والإعلامي مصطفى غلمان شارك في إحيائها الأساتذة الباحثين والأدباء عبدالحكيم الزاوي ويونس السرحاني وإدريس أيت أوبلا. ثلاثتهم قاربوا وبلغة عاشقة ديوان «قلق البارادايم» آخر إنتاجات الشاعر غلمان الصادرة عن اتحاد كتاب المغرب. في البداية أُثار الباحث عبدالحكيم الزاوي صورة الشاعر في قلقه الوجودي، إصغاء للذات الواعية بقيم النقد وتفكيك الواقع، بما هو توق للحرية واستعادة الحق في العيش الكريم. وقال الزاوي منتشيا براهنية قصيد القلق إياه :» أن عودة الشعر لرسالته الحقيقة بصون إنسانية الإنسان والبحث عن صوت العدل فيها يذكر القارئ بدور الشعر اجتماعيا وسياسيا وتربويا...». وأفرد الناقد الزاوي جزءا من قراءته العاشقة في المنحى الذي تتعالى فيه أنا الشاعر مغرية بالغوص في المعنى محتذية بقفازات سحرية تمسح عن الظلال المتخفية خلف فلسفة تشكل وقود اللغة الخاصة التي لطالما غردت عصافيرها يقول الزاوي فوق شجر من الإبهار والغموض الواعي بجمالية وإيتيقا النص الشعري. الأديب يونس السرحاني تفاعل مع ديوان القلق بانتقاء ما تتباهى به مداخل الديوان، وبخاصة في ما يتعلق بالصور الشعرية المتراصة والمستوية على قيم البوح والإصغاء إلى الطبيعة ومزايا الصمت وحكمة الكلام. وأجاد السرحاني في مناجاة الديوان متسائلا عن أسباب القلق الكينوني ومتاهاته، موحيا بصعود الإحساس فيه ثاقبا كالسعادة وضاربا في سماء الإبداع. وأضاف السرحاني «أن الديوان هو كتل من المعارف والإحالات والرموز مشوبة بتحف بيانية تعمقها لغة متينة وصلبة برؤية شعرية تغلب عليها بصمات من زمنية متحركة ...». فيما أرسى الباحث والشاعر إدريس أوبلا بسفينة قراءته العميقة حدود التجريب في قلق البارادايم وانصرافاته الجمالية للقبض على الهارب. ودعا أوبلا قراء الشعر الحديث إلى تحديد موجهات البوصلة اللغوية في المنحى الذي تنشغل فيه مناطقنا الذوقيه بالتأويل وتشخيص رؤيا النص وإيقاعاته الداخلية. وقال أوبلا « إن ديوان الشاعر غلمان ليس قلقا فحسب وإنما وجه من أوجه تبئيره» ولم يتردد في « تقريب صور الشعر لدى الشاعر المحتفى به، جائلا في غابات تجربته السابقة في ترويض الصور الشعرية ومحاولة إخفائها حتى تبدو أنيقة وسعيدة بما يكفي لتوسيع الرؤية ....».. الأمسية الثقافية كانت مناسبة لتقديم لوحات بديعة من موسيقى الشباب لمجموعة الريحان التي غنت للجمال والحب والحرية. كما صدحت أصوات شعرية شبابية بالمناسبة تقدمها أحمد فاضل النوري والعربي لفحل....