علمت «الاتحاد الاشتراكي››، من مصادر مؤكدة، أن استئنافية مكناس قررت النظر يومه الاثنين 24 أكتوبر 2016، في ملف «معتقلي أحداث واومانة»، التي وقعت صباح يوم الاثنين 10 أكتوبر 2016، من خلال «انتفاضة» العشرات من التلميذات والتلاميذ الذين يتابعون دراستهم بثانوية الحسن اليوسي التأهيلية بآيت إسحاق، على خلفية ما يتعرضون إليه من استفزازات ومضايقات، حسب قولهم، من طرف بعض العناصر المحسوبة على أبناء أيت إسحاق الذين «تشبعوا» بما جرى إبان حملة الانتخابات من اضطرابات بين أنصار مرشح السنبلة بآيت إسحاق وأنصار مرشح الغزالة بواومَانة، وخلال هذه الأحداث شدد المتظاهرون على مطالبتهم بضرورة إحداث ثانوية بواومانة. وقد تطورت الأحداث بعد قيام السلطات الأمنية بحملة الاعتقالات وإحالة المعتقلين على غرفة جنائيات مكناس، حسب مصادرنا التي أكدت أن عدد هؤلاء المعتقلين بلغ إلى حدود الجمعة الماضية 6 أشخاص، جميعهم من الشباب، أربعة منهم تلاميذ من المنقطعين عن الدراسة وطالبان يتابعان دراستهما الجامعية، وهناك ما يشير إلى احتمال توسع رقعة الاعتقالات التي جاءت بعد انتهاء الأحداث التي جرت للبلدة إنزالا استثنائيا لعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والتدخل السريع، والتي ظلت مرابضة بعدد من المواقع لعدة أيام تحسبا لأي طارئ، كما شوهدت طائرة هليكوبتر تحوم فوق سماء المنطقة، إلى جانب طائرة استطلاعية لم تتوقف عن متابعة الوضع عن كثب منذ انطلاق الاحتجاجات. وكانت «الاتحاد الاشتراكي» قد نشرت تفاصيل الأحداث التي شارك فيها العشرات من تلاميذ وشباب البلدة، وأقدموا من خلالها على قطع الطريق الوطنية رقم 8، ليلتحق بهم العديد من الآباء والأمهات والأولياء، ما حمل القوات العمومية إلى التدخل في محاولة لاحتواء الوضع وإعادة فتح الطريق في وجه حركة السير، الأمر الذي قاد إلى حدوث اشتباكات قوية، ورشق بالحجارة نتجت عنه إصابات في صفوف المحتجين وعناصر من القوات العمومية، وتهشيم واجهات زجاجية لبعض السيارات والحافلات العابرة للطريق الرئيسية، من بينها حافلة كانت تقل مجموعة من السياح الألمان. ومن بين هتافات ونداءات المحتجين، مطالبتهم بإحداث ثانوية أو ملحقة لها ببلدة واومانة التي لا تتوفر إلا على إعدادية فقط، وذلك لتجنيب الذكور منهم مشاق التنقل لآيت إسحاق والإناث منهم التجوال بين داخليات مدينة خنيفرة، وعوض تمكن القوات العمومية من النجاح في عملية التفاوض والحوار مع المحتجين، عمدت إلى تفريقهم بأشكال أثارت سخط واستياء أوساط واسعة من مكونات المجتمع المدني والحقوقي، مع الإشارة إلى أن أسر المعتقلين سبق لها أن حجت، صباح الاثنين 17 أكتوبر 2016، في مسيرة سلمية، صوب مقر عمالة الإقليم، صحبة العشرات من سكان وفعاليات ووامانة، حيث طالبت بالتدخل لإطلاق سراح أبنائها، وهم ق. إسماعيل، ب. زكريا، ب. سعيد، س. عبدالرحيم، ط. منير، ك. ميمون. ومعلوم أن عدة شكايات كانت قد بلغت لمكاتب القضاء والسلطات المحلية والإقليمية بخصوص ما جرى من أحداث واشتباكات ومناوشات بين أنصار مرشح السنبلة ومرشح الغزالة، منذ انطلاق الحملة الانتخابية لتشريعيات السابع من أكتوبر، وبقيت من دون نظر أو حسم، بما فيها بيان تقدم به وكلاء اللوائح الانتخابية لعامل إقليمخنيفرة ينبهونه فيه لما يجري من أحداث بآيت إسحاق أمام مرأى ومسمع من مصالح الدرك وقيادة المنطقة.