بعد غياب دام أكثر من ثمانية أشهر، وجدت الحوامض المغربية أخيرا طريقها نحو الأسواق الأمريكية إثر إعلان قرار رفع الحظر على الصادرات المغربية من الحوامض الموجهة إلى بلاد العم سام. وأشار بلاغ للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن المغرب استأنف منذ 13 أكتوبر الجاري تصدير الحوامض نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد رفع قرار الحظر الذي فرضته الوكالة الأمريكية للسلامة الصحية منذ فبراير 2016 إثر رصد يرقات "الذبابة البيضاء" في الصادرات المغربية من البرتقال وهو المعطى الذي لا تتسامح معه مصالح المراقبة الغذائية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومنذ اتخاذ قرار تعليق الصادرات المغربية، يقول البلاغ، تم عقد سلسلة من الاجتماعات وتبادل المراسلات بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والوكالة الأمريكية للسلامة الصحية من أجل التوصل لصيغة لرفع هذا الحظر. وأسفرت هذه المحادثات عن اتفاق الطرفين على وضع برنامج عمل لمحاربة هذه اليرقة. ومنذ التوقيع على هذا الاتفاق شهر يونيو الماضي، تم إشراك جميع الفاعلين المهنيين المتدخلين في عملية إنتاج الحوامض وتصديرها من أجل تبني تدابير صحية إضافية بهدف القضاء على هذه اليرقة. ولقد حلت بعثة من الخبراء الأمريكيين بالمغرب شهر شتنبر الماضي، حيث باشرت عدة زيارات ميدانية لمواقع إنتاج الحوامض الموجهة للتصدير، وتم الوقوف على مدى احترام التدابير المتفق عليها. وبناء على نتائج هذه الزيارات، اتخذت الوكالة الأمريكية للسلامة الصحية قرارها القاضي برفع المنع على استيراد الحوامض من المغرب. وكان قرار الحظر قد حرم المغرب من تصدير حوالي 25 ألف طن مما تبقى من الصادرات التي كان مقررة خلال الموسم الفلاحي الماضي، من الحوامض الى السوق الأمريكية ، بعدما بذل المنتجون المصدرون خلال السنوات الأخيرة مجهودا كبيرا للاستجابة لمعايير السوق الأمريكية الصارمة، والرفع بالتالي من الكميات المصدرة. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أوقفت مؤقتًا استيراد الحوامض من المغرب، بسبب اكتشاف يرقات ذبابة فاكهة المتوسط في حمولة من البرتقال قادمة من المغرب، ويتعلق الأمر بحشرة توجد في مجموعة من الدول وتهاجم أزيد من 300 نوع من النبات والمزروعات. وتعاني مجموعة من الدول الزراعية من انتشار هذه الحشرات التي تسبّب ضررا بالمحاصيل، كما ترفض الكثير من الدول عبر العالم استلام شحنات من الفواكه إن اكتشفت وجود هذه الحشرة فيها، ومنها كذلك روسيا التي أرجعت قبل أشهر شحنات من البرتقال المصري بسبب هذه الآفة التي ظهرت لأول مرة في النمسا عام 1954، وكلفت المحاصيل الزراعية عبر العالم ملايين الدولارات. والجدير بالذكر أن متوسط حجم الصادرات المغربية من الحوامض نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية بلغ برسم موسمي 2013-2014 و2014-2015 ما مجموعه 44 ألف طن، أي ما يمثل 9 في المئة من إجمالي الصادرات. ويراهنُ المغرب على مواصلة تنويع الزبناء المقبلِين على «حوامضه»، وليخفف أيضا من ارتباطه ببلدان الاتحاد الأوروبي، ويتحول إلى وجهاتٍ غير تقليدية، مثل روسيا، بيدَ أنَّ سعيَ مخطط «المغرب الأخضر» إلى رفع صادرات المغرب من الحوامض، يصطدمُ حسبَ، تقرير كانتْ قدْ أعدتهُ مديريَّة الدراسات والتوقعات الماليَّة، بعدَّة عراقيل، أبرزها شيخوخة الأشجار المنتجة للحوامض في عدد من المناطق المغربيَّة، وتراجع مردوديتهَا، زيادةً على ضعفِ تأطير بعض صغار المنتجِين، وندرة الموارد المائيَّة، خصوصًا في منطقة سوس، مضافةً إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج من فاتورة الأسمدة والطاقة.