عقد المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي أول أمس الأربعاء اجتماعا خصص لمناقشة وضعية الفريق، وكذا ترتيب التنقل إلى مدينة أكادير، حيث سيخوض يوم الأحد المقبل مباراة قوية أمام حسنية أكادير، برسم الجولة الخامسة من الدوري الاحترافي. وقال مصدر مسؤول بالفريق الأخضر إن الرئيس ربط اتصالا هاتفيا بأعضاء مكتبه من فرنسا، حيث يتواجد حاليا لقضاء بعض الأغراض الشخصية، واطلع على جديد الفريق. وألمح ذات المصدر إلى أن أعضاء المكتب المسير قرروا دعم الفريق بمدينة أكادير، حيث اختاروا التنقل إلى مدينة الانبعاث على حسابهم الخاص، وهي الخطوة التي اعتادوا القيام بها منذ تحملهم المسؤولية، عكس المسيرين السابقين، الذين كانوا يتنقلون في الدرجات الأولى، وعلى حساب مالية الرجاء، حيث علق على ذلك مصدرنا بالقول ضاحكا « هوما يتبرعوا وحنا دابة نخلصو»، مشيرا إلى أن وضعية الفريق صعبة، وتحتاج تدبيرا حكيما. وأضاف ذات المصدر أن المكتب المسير الحالي واع بمسؤوليته، وأنه عازم على الاستماتة في وجه هذه المرحلة الدقيقة، وأنه لا يفكر في المغادرة، لأن مصلحة الرجاء تقتضي الصمود وليس الهروب إلى الأمام. وكانت مسألة الدعاوي القضائية المرفوعة ضد الفريق من أهم نقط هذا الاجتماع، حيث توصلت إدارة مركب الوازيس بحوالي 12 دعوى قضائية في ظرف أسبوع، وهو كم هائل، لم يسبق أن توصلت به إدارة الرجاء سابقا، حيث اختار مجموعة من الممونين وأصحاب الفنادق ووكالات الأسفار وحتى اللاعبين والأطر التقنية إرسال أعوان قضائيين إلى إدارة الرجاء من أجل تبلغيها أوامر بتنفيذ تحصيل ديونهم. وتشك إدارة الرجاء في وجود نية مبيتة وراء هذا الأمر، حيث تكَوّن لديها اقتناع تام بأن هناك من يقف وراء هذا النهوض الجماعي لدائني الفريق، سيما وأن من بينهم، حسب مصادرنا، من سكت عن ديونه عدة سنوات، قبل أن يستفيق في هذا الظرف الحساس. واعتبرت ذات المصادر أن هناك من يمسك خيوط الأزمة داخل الرجاء بدهاء وإحكام، حيث أنه يحركها كيف شاء وفي أي وقت يشاء، حتى لا يترك الفرصة للمكتب المسير لاسترجاع أنفاسه. وأضافت مصادرنا أن البداية الجيدة للفريق جعلت هؤلاء «المحرضين» يصابون بخيبة أمل كبيرة، سيما وأنهم راهنوا في البداية على إضراب اللاعبين خلال استعدادات بداية الموسم، قبل أن يحولوا وجهتهم صوب الدائنين. وانضاف رشيد الطاوسي ومساعديه إلى قائمة المطالبين بحقوقهم، حيث لجأوا إلى الجامعة من أجل استخلاص حقوقهم المستحقة، والتي حددتها مصادرنا بالإدارة الخضراء، في راتب شهرين والمستحقات التي يدينون بها، نافيا ما يتم ترويجه من أرقام. ودفعت الأزمة المالية إلى حد توقف الأشغال بأكاديمية الرجاء، التي كان المكتب المسير السابق قد أعلن عن انطلاقتها. وعموما، فإن الوضع الراهن للفريق الأخضر لا يبشر بالخير، ويتطلب حكمة وتبصرا، لأن الأرقام التي أعلن عنها الرئيس حسبان خلال الأسابيع الأولى من تحمل مسؤوليته، تبعث على التخوف، لأن حجم المديونية، بحسبه، تصل إلى أزيد من 16 مليار سنتيم، وهو مبلغ مهول.