رغم أنه مصنّف من بين أقوى المنتخبات الأفريقية منذ الستينات، وحاز على لقب كأس الأمم الأفريقية سنة 1992، إلا أنه لم يتمكن من بلوغ نهائيات كأس العالم العالمي لغاية ألمانيا 2006، ليتمكّن بعد ذلك من الحفاظ على تواجده في العرس العالمي ثلاث دورات متتالية، فبعد ألمانيا تأهل لجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014. هذا الوصف لا يُمكن أن ينطبق إلا على منتخب كوت ديفوار، حامل لقب كأس الأمم الأفريقية الحالي، الذي توّج بها سنة 2015 رفقة المدرب السابق هيرفي رينار في غينيا الإستوائية، بعدما عانى الفيلة الأمرين بخسارتهم نهائيين في السنوات العشر الأخيرة، الأول في مصر 2006 والثاني في الجابون وغينيا الإستوائية 2012، ليتمكن بعدها المنتخب البرتقالي من معانقة اللقب في نهائي مثير أمام غانا انتهى بركلات الترجيح. ولعدة أسباب، ورغم التتويج باللقب القاري، غادر هيرفي رينار الجهاز الفني للفيلة ليدرب أسود المغرب، وليحل مكانه مدرب فرنسي آخر يعرف جيداً أدغال القارة السمراء بحكم تدريبه كوت ديفوار من قبل، فضلاً عن غينيا والبينين، قبل أن يعود من جديد لتدريب رفقاء جيرفينيو ودخول غمار تصفيات كأس العالم . ;تحدّث موقع الفيفا مع المدرب القديم - الجديد للمنتخب الإيفواري، ميشيل دوسييه، عن التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وتطرق في بداية كلامه لهدفه الأول مع منتخب كوت ديفوار، قائلاً «اتفقنا على الهدف الأول وهو تأهيل الفيلة إلى نهائيات روسيا 2018، فعندما ندخل أي منافسة فيكون الهدف دائماً التأهل إلى النهائيات.» ديربي غرب إفريقيا ولم تكن قرعة تصفيات كأس العالم رحيمة بمنتخب كوت ديفوار، الذي وقع في مجموعة الموت، ما سيجعل مهمة الفيلة في بلوغ النهائيات الرابعة على التوالي معقدة للغاية، وهو نفس رأي ميشيل دوسييه، الذي قال عن منافسيه «مستوى المجموعة التي وقعنا فيها مرتفع للغاية، مع تواجد منتخبات قوية مثل المغرب وماليوالغابون، فالمنتخب المغربي منتخب قوي يملك العديد من اللاعبين الممتازين من الناحية الفردية، دون نسيان الجانب التاريخي لهذا المنتخب العريق، فهو بلد يعشق كرة القدم بشكل عام. أما منتخب مالي فهو من أحسن منتخبات إفريقيا دون استصغار منتخب الغابون، الذي يملك تشكيلة قوية هي الأخرى، رغم أنها تبدو أقل ثراء من تشكيلة مالي والمغرب، لكن على العموم مجموعتنا قوية جداً.» وسيستفيد لاعبو ميشيل دوسييه من اللعب أمام مالي في الجولة الأولى على أرضهم وأمام جمهورهم، بالنظر لأهمية الفوز في المباراة الافتتاحية ودخول تصفيات كأس العالم بكل قوة، أمام أحد المرشحين في المجموعة، وتلقب هذه المواجهة ب»ديربي غرب إفريقيا»، نظرا للقرب الجغرافي بين المنتخبين، ومعرفة بعضهما البعض جيداً. وعن هذا اللقاء، علّق دوسييه قائلا «المباراة الأولى أمام منتخب مالي صعبة للغاية، فلا توجد مباريات سهلة في تصفيات كأس العالم، لأن منافسنا الأول يملك جيلا ممتازا من اللاعبين وحقق نتائج رائعة في السنوات الأخيرة في نهائيات كأس إفريقيا حين احتل مرتين المركز الثالث.» ورغم بلوغ كوت ديفوار الدورات الثلاث الأخيرة من كأس العالم ، لكنه لم يتمكن في كل مرة من تجاوز الدور الأول، وهو ما اعتبره المتتبعون خيبة أمل للكرة الإيفوارية، بالنظر للنجوم التي تكون المنتخب الفائز بكأس الأمم الإفريقية الأخيرة، ولم لا يكون طرد النحس في روسيا 2018، بعدما تمكن هذا الجيل من طرح نحس النهائيات الإفريقية بتتويجه بكأس الأمم الأفريقية 2015. وتحدّث ميشيل دوسييه عن هذا الحلم، قائلاً «رغم أنني مدرب براغماتي، ولا أحبذ حرق المراحل، وأفضل تسلق السلالم درجة بدرجة، لكنني لا أخفي أن هدفنا الأول في حال التأهل إلى روسيا 2018 هو بلوغ الدور الثاني في كأس العالم، خاصة أن كوت ديفوار لم يتمكن من بلوغ هذا الدور في ثلاث مناسبات متتالية، سواء في ألمانيا 2006، أو جنوب إفريقيا 2010 وأخيراً في البرازيل 2014، لكن كما سبق وقلت، يجب التفكير أولا في التأهل، وبعدها سنحدد الأهداف الرسمية.» ورغم فوزه بكأس الأمم الإفريقية 2015، إلا أن منتخب كوت ديفوار لم يضمن مشاركته في كأس القارات روسيا 2017، وسيكون مجبرا على الفوز بدورة الغابون 2017 لتمثيل إفريقيا في روسيا السنة المقبلة.