طرأت تغيرات متلاحقة على المشهد الدولي، خلال العقدين الأخيرين، إذ برزت قوى إقليمية في قارة أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا، أضف إلى ذلك تنامي موجة تشكيل التكتلات الإقليمية بين دول القارة ، والتي تمثل الفناء الخلفي للنفوذ الأمريكي.يمكن الجدل بأن تجربة اليسار اللاتيني قد أتمت دورتها كاملة، ويقصد بذلك أنها حققت صعودا إلى سدة الحكم وفرصة كاملة لطرح برنامجها السياسي القائم غالبا على مكافحة الفساد، واتباع برامج اقتصادية أكثر وسطية وتوافقا مع مقتضيات الأسواق العالمية بما حقق معدلات نمو مرتفعة، وحافظ في الوقت ذاته على البعد الإنساني للعملية الاقتصادية، مع تحقيق العدالة في توزيع العائد الاقتصادي، خاصة في إطار البرامج الاجتماعية التي نجحت في تراجع معدلات الفقر، وحافظت لليسار على شعبيته.ثم بلغت هذه التجربة مرحلة «ترسيخ المكانة» بإعادة انتخاب قيادتها لفترة ولاية ثانية، ثم تسليم الدفة إلى الجيل الثاني من الخلفاء، في تأكيد لاستمرارية القيادة اليسارية للدول اللاتينية. اكتمال دورة التجربة جاء مع بدء مرحلة «الحفاظ على المكانة»، والمقصود هنا ليس بالضرورة البقاء فى سدة الحكم، ولكن تجديد السياسات وتطوير القدرة على إدارة الأزمات، بحيث أنه حتى وإن قضت عملية التناوب الديمقراطي بخروج من الحكم، يكون خروجا يعقبه عودة.والمقلق في حالة اليسار اللاتيني أن خروج أغلب نماذجه جاء وسط حالة سخط شديد، عقب توالى أدلة ارتكاب قياداته ذات السقطات التقليدية، وتحديدا فيما يتعلق بممارسات الفساد. ويبدو أن موجة «المد الوردي» التي رافقت العقد الأول من القرن 21 في أمريكا اللاتينية بدأت تنحسر مع تزايد ضعف اليسار في بوليفيا، وهزيمته في الانتخابات البرلمانية في فنزويلا، وانتخاب رئيس ليبرالي في الأرجنتين، وفضائح الفساد في تشيلي، وقرار الرئيس الإكوادوري، رافايل كوريا، بعدم الترشح لانتخابات 2017... والآن ما جرى في البرازيل.بنهاية العام 2013 وبداية الأشهر الست الأولى من العام 2014، شهدت أمريكا الجنوبية أربعة انتخابات رئاسية، فاز التيار اليساري في ثلاث منها أولها بوليفيا بفوز ايبو موراليس، والبرازيل بفوز ديلما روسيف، أوروجواي بفوز تاباريه باثكييث، بينما فاز مرشح يمين الوسط بكولومبيا خوان سانتوس بمنصب الرئيس، لترتسم بالقارة التي تشكل الباحة الخلفية لعاصمة الإمبريالية العالمية الولاياتالمتحدة ملامح هيمنة اليسار، ويسار الوسط باستثناء كولومبيا، التي فاز فيها سانتوس، بعد مفاوضات مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، والتي فضلت خيار السلام مع فارك، مقابل خيار المواجهة العسكرية الذي كان مطروحاً كبديل. نتائج العام 2014 شكلت استكمالا منطقيا لمسيرة اليسار في 2013، حيث استطاع نيكولاس مادورو الفوز برئاسة فنزويلا ليستكمل مسيرة اليسار، بعد وفاة هوجو شافيز الذي صعد إلى سدة الحكم في فنزويلا منذ ما يقرب من 15 عاماً، وكذلك انتخابات تشيلي، التي فازت فيها ميشيل باتشيليت، الرئيسة السابقة، ممثلة تيار اليسار الوسط، وانتخابات الإكوادور، التي فاز فيها الرئيس اليساري، رافييل كورريا، بولاية جديدة، لتبقى فقط باراجواي وكولومبيا تحت حكم تيار اليمين الوسط، قبل أن تأتي الانتخابات في الأرجنتين بتداعيات جديدة حاسمة في نهايات 2015 ، بفوز موريسيو ماكري مرشح يمين الوسط، في الانتخابات الرئاسية ، الأمر الذي أنهى 12 عامًا من تاريخ حكم الأحزاب اليسارية الأرجنتينية للبلاد.وقد شهدت البرازيل أزمة سياسية يصفها الخبراء بأنها الأسوأ منذ تحول البرازيل إلى النظام الديمقراطي عام 1985م، والتي أطاحت بأول سيدة تتولى رئاسة البرازيل من منصبها؛ حيث واجهت الرئيسة «ديلما روسيف» خطر الإقالة من منصبها الذي تولته عام 2011م، وأعيد انتخابها عام 2014م، على خلفية اتهامها بالتلاعب بالحسابات العامة عام 2014م، وأوائل عام 2015م، وهو ما تنفيه روسيف وتتهم المعارضة بأنها تعد انقلابًا دستوريًا للإطاحة بها. وقد جاء تصويت 55 عضوًا مقابل 22 من إجمالي 81 عضوًا في مجلس الشيوخ في 12 مايو 2016م، لمصلحة تعليق مهام رئيسة أكبر دولة في أمريكا الجنوبية، وتنحيتها عن منصبها لمدة لا تزيد على 180 يومًا.وسواءً أكان ذلك بسبب فضائح الفساد أم ركود النمو؛ لا شك في أن شعبية حكومات أمريكا اللاتينية اليسارية، والتي حكمت المنطقة منذ بداية الألفية، تبدو في انحسار. وقد أصبح المصوتون الذين تبنوا سابقًا ما أصبح يعرف باسم "التيار الوردي"، وقضوا على الحكومات الموالية لواشنطن وسياسات السوق الحرة التي كانت سائدة في التسعينيات، معادين على نحو متزايد لليساريين الذين التفوا حولهم ذات مرة. وتشهد جميع أنحاء المنطقة تغيرًا في أرقام الاقتراع، واحتجاجات متزايدة في الشوارع.وأهم أسباب الاستياء المتزايد هو سير رياح الاقتصاد بما لا تشتهي السفن. وبعد أن جاء معظم القادة إلى السلطة في ظل طفرة الاقتصاد الصيني وارتفاع طلب بكين على الموارد الطبيعية الوفيرة في أمريكا الجنوبية، بدأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم يهدأ الآن، وباتت طفرة السلع التي سمحت لحكومات هذه الدول بالحصول على دعم الفقراء تنتهي. ويمكن إرجاع تراجع حكومات اليسار اللاتينية إلى الأسباب التالية: انخفاض الموارد يمكن القول أن بعض حكام هذه الدول كرافاييل كوريا في الإكوادور ونستور كيرشنر في الأرجنتين، استفادوا من ارتفاع أسعار المواد الخام (النفط والغاز والمنتجات الزراعية) الأمر الذي مكنهم من قيادة سياسات طموحة لإعادة التوازن في توزيع الثروة، أما هوجو شافيز فقد اتجه إلى تحسين ظروف الصحة والتعليم والسكن في الأحياء الفقيرة.غير أنه في 2010 بدأ انخفاض الأسعار وخاصة بالنسبة للطاقة وهو ما انعكس على موارد هذه الدول التي أصبح من الصعب الحفاظ على مستوى سياساتها في إعادة التوزيع. وتدفع فنزويلا ثمن السياسات الاقتصادية الخاطئة والمتراكمة لسنوات، وهذا يدل على أن سياسة الاشتراكية أشرفت على نهايتها، وفنزويلا ستصل إلى الإفلاس خلال عامين من الآن، وضعف الاستثمار ومن الممكن أن تكون المشكلة الرئيسية بالنسبة لفنزويلا هى تراجع أسعار النفط، ومن ثم السيولة المرتبطة بتوافر العملة الأجنبية، فضلا عن الحصار الذى يشبه الحصار الاقتصادي التي تفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأصبح لدى شركة النفط الفنزويلية ديون تصل ل46 مليار دولار وديون تجارية تصل إلى 35 مليار دولار، ولذلك فمن الصعب إنقاذ النفط الوطنية الفنزويلية، هذا فضلا عن نقص الاستثمار في الآبار النفطية، وهذا أدى إلى عدم الكفاءة فى استخراج الزيوت المستعملة. وقامت فنزويلا بتقديم الساعة لتوفير الطاقة الكهربائية، وتقول الحكومة الاشتراكية إن خزانات المياه البالغ عددها 18 في البلاد تعانى الجفاف، خصوصا بسبب ظاهرة «النينيو» المناخية التي كانت حادة جدا في الأشهر الأخيرة. نقص الاستثمار على سبيل المثال فنزويلا، أغنى بلد في القارة نظرا إلى مواردها من النفط الخام اﻷكثر أهمية في العالم، لم تحضر نفسها للمستقبل. ففي مقابل براميل النفط التي تصدرها (يمثل 96% اﻹيرادات)، البلاد تستورد كل شيء.وتمر فنزويلا بوضع أكثر حدة وأكثر تعقيدا من البرازيل، كما أنها تشهد مرحلة حساسة وعلى صفيح ساخن، حيث أنها الآن تمر بأسوأ فترة لها في تاريخها، بعد الأزمة الاقتصادية الكبيرة وأزمة سياسية وأزمة اجتماعية، وانقسام الفنزويليين بين مؤيدي الرئيس ومعارض له، ولذلك فمن المتوقع أنها تمر بتجربة البرازيل والإطاحة بالرئيس مادورو خاصة بعد جمع مليوني صوت يؤيدون استفتاء الإطاحة.أيضا في كوبا تم توظيف أطباء من الخارج للعمل بعيادات الأحياء، ولم تعد الحكومة خطة طويلة الأجل لتدريب أطباء محليين، كذلك زادت المنشآت السكنية، لكن لجئت الحكومات المتعاقبة إلى الشركات الصينية والإيرانية، ولم تطور قطاع بناء وطني كفؤ وخلق فرص عمل جديد. أما بالنسبة للبرازيل والأرجنتين، الدولتان الصناعيتان والأقل اعتمادا على الخارج، تسبب التضخم و ارتفاع معدل البطالة والنمو السلبي، في تغذية السخط ضد ديلما روسيف في البرازيل، وهزيمة اليسار في الانتخابات الرئاسية بالأرجنتين. شخصيات من الصعب تعويضها أما السبب الرابع في تراجع حكومات اليسار بأمريكا اللاتينية فيرجع إلى فقدان الشخصيات المؤثرة مثل لولا داسيلفا وهوجوشافيز اللذان كانا يتمتعان بالخطابة والقدرة على التأثير، وهي الصفات التي تفتقدها ديلما روسيف ونيكولاس مادورو عند مقارنتهم بأسلافهم. و كذلك اﻷمر نفسه بالنسبة لايفو موراليس في بوليفيا ورافاييل كوريا في الإكوادور، لا يوجد من يخلفهم في قوة الشخصية والخطابة، حتى موراليس هزم في الاستفتاء العام الذي أجري حول تعديل الدستور لتمكينه من الترشح لفترة رئاسية جديدة, تآكل السلطة أما السبب الرابع واﻷخير فهو أن الانتقال من رئيس أو حكومة يسارية على أخرى يمينية شيء عادي في الدول الديمقراطية، ففي فنزويلا والأرجنتين والبرازيل، تركت التجربة اليسارية أثرا كبيرا في الحياة الاجتماعية. ففي الأرجنتين فازت الرئيسة كريستينا فيرنانديز كيرشنر مرشحة اليسار بالانتخابات من العام 2007 إلى 2015 فيما حل بديلا عنها في نهاية 2015 الرئيس الحالي موريسيو ماكري مرشح اليمين. وفي بوليفيا مازال إيفو موراليس مرشح اليسار يحكم منذ 2006، حتى الآن لكن فوزه في الانتخابات الأخيرة بنسبة 60 % فقط أقلقت المنتمين للتيار اليساري من إمكانية تغير جديد بمزاجية الناخبين قبيل الانتخابات المقبلة في ظل الموائمات السياسية بين تياري الوسط واليمين.وفي تشيلي، حكم سيباستيان بينييرا، مرشح اليمين بين 2010 و2014، قبل أن تعود ميشال باشليت «يسار» للحكم مجدًدا في 2016، لكن شعبية باشليت انخفضت إلى مستويات غير مسبوقة إلى أقل من 30% ، مما يهدد من أجندتها الطموحة للإصلاحات الدستورية والتعليمية، وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك فضائح الفساد المتورط فيها إبنها وضعف تحالف يسار الوسط الحاكم، ما يعني أن عودة يمين الوسط إلى السلطة سنة 2017 تبدو مرجحة بشكل متزايد.أما كولومبيا، فمازال خوان مانويل سانتوس «يمين» يحكم منذ 2010، بينما يحكم رافاييل كورييا «يسار» بالإكوادور منذ 2007 لكن فوزه غير المريح بالانتخابات الأخيرة شكل جرس إنذار بضرورة تغيير راديكالية اليساريين بالبلاد والبحث عن تحالفات جديدة. هناك أخطأء أخرى، كذلك. فبينما هناك العديد من الحكومات اليسارية - في شيلي والبرازيل وارجوي وحتي في بوليفيا – قاومت إغراءات التسلط والشمولية إلا ان العديد منها لم ينجو من ذلك، فقد قامت بعض هذه الحكومات اليسارية بتقييد حرية الصحافة واستغلال السلطة القضائية وقمع زعماء المعارضة وتلاعبت بالانتخابات بينما فشلت بعض الحكومات اليسارية الأخرى في التعامل مع الجريمة والعنف المتنامي.بالنظر لتردى الأوضاع الاقتصادية وتفشي فضائح الفساد يبدو من المحتمل أن يواصل اليسار خسارة الانتخابات: في البرازيل إذا ما أجريت الانتخابات بشكل مبكر، وفي الاكوادور في عام 2017م، ومن خلال سحب صوت الثقة في فنزويلا ربما في آخر هذا العام. ربما في يوم من الأيام قد تفوز الأحزاب اليسارية مرة أخرى، وحتى يأتي ذلك اليوم، فإن اليسار في المستقبل عليه تعلم درسين من دروس بداية هذا القرن. وعلى صعيد السياسة الدولية، فإنّ الإخفاق اليساري يمنح الولاياتالمتحدة فرصة استعادة قبضتها على ما يصفه البعض ب«حديقتها الخلفية». وكان باراك أوباما قد قال صراحة أخيراً: «نحن في صدد تجديد قيادتنا في الأمريكتين»، وذلك بعدما كانت البرازيلوفنزويلا مرشحتين في مطلع القرن الحالي للوقوف في وجه هيمنة الولاياتالمتحدة ومنافستها على الساحة العالمية، قبل أن تعيق الأخطاء والتحديات الاقتصادية التي واجهتها الدولتان المهمة، وخاصةً إثر انخفاض حجم صادرات البرازيل إلى الصين من الحديد الخام والمواد الزراعية، وانخفاض أسعار النفط الذي كان بمثابة ضربة قوية للاقتصاد الفنزويلي.وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كان قد وجّه خلال زيارته التاريخية للأرجنتين، بعد 12 عاماً من الخلافات، رسالة طمأنة إلى دول أمريكا اللاتينية مفادها أن بلاده «تعلمت من الماضي» (في إشارة إلى زمن انقلابات السي آي ايه في أمريكا اللاتينية)، فإنّ نيكولاس مادورو اعتبر أن «الانقلاب البرلماني» في البرازيل يشكّل جزءاً من «حملة إمبريالية» تقودها واشنطن ضد الحكومات اليسارية في المنطقة. وفيما طالب مادورو أنصاره بضرورة التحلي باليقظة قبيل تظاهرات ضخمة تنظمها المعارضة للمطالبة بالاستفتاء على عزله، فإنه أعلن، في خطاب بثه التلفزيون، أنّ «هذا الانقلاب ليس ضد ديلما فقط. إنه ضد أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. إنه ضدنا... فهذا هجوم على الحركة اليسارية الشعبية التقدمية».في المقابل يظن بعض المحللين أن مؤشرات عدم الرضا عن أداء الحكومات اليسارية في بعض دول القارة، ليس دليل عن الرغبة في البديل اليميني، مستشهدين على وجهة نظرهم تلك بأن التيار اليساري لازال يمثل خيارا شعبيا لاستمرار التغيير، والتنمية وعدالة توزيع الثروة، بشكل أكبر مما يطرحه تيار يمين الوسط المنافس، حيث لم يعد بمقدور المواطن اللاتيني التخلي عن المكاسب الاجتماعية والاقتصادية التي حققها له التيار اليساري، منذ توليه الحكم بسهولة، مفسرين تدني نسب التأييد بأنه مجرد رسالة قوية اللهجة لليسار لتعديل أولوياته، وليس رفضاً له بشكل مطلق، وعليه إن أراد الاستمرار على رأس السلطة أن يخفض من سقف راديكاليته، بينما على تيار يمين الوسط التخلي بعض الشيء عن وصف «محافظ» للبقاء بالمنافسة. الخلاصة: الشاهد .. إن ما يحدث في البرازيل الآن ليس انقلابا عسكرياً كالمعتاد في دول أمريكا اللاتينية، ولا هو ثورة شعبية لها مطالب مشروعة، بل هو انقلاب أبيض (مؤسساتي) أي يمر عبر مؤسسات الدولة، بما فيها مؤسسة الرئاسة من خلال ميشيل تامر نائب الرئيسة، ومؤسسات التشريع مجلسي النواب والشيوخ، علاوة على المؤسسات المالية ورجال الأعمال ووسائل الإعلام ،للعودة إلى النظم الرأسمالية والليبرالية التي تحقق أهداف جماعات الصالح والتي تخدم سواء بحسن نية أو عن عمد استراتيجية البقاء تحت سيطرة نظام عالمي أحادي القطبية يهدف إلى تقويض أنظمة وطنية تعتمد على استقلال القرار الوطني وتعمل على الخروج إلى عالم متعدد الأقطاب .إن أهم أسباب الانحسار اليساري الاشتراكي في دول أمريكا اللاتينية لا يعود إلى قوة أمريكا، ولا إلى صحة المبدأ الرأسمالي الذي تنتهجه، ولكن لضعف آليات وبدائل المذاهب الاشتراكية، ومع غضب الناخبين المتتالي بسبب البطالة وتباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، لا تكفي العواطف والحماسة في إسقاط النظام الرأسمالي العالمي، أو إعطاء الاشتراكية المتهالكة قبلة الحياة. * باحث في العلاقات الدولية-كلية الحقوق-جامعة محمد الأول-وجدة