تعذر على الحارس زهير العروبي مرافقة فريق الوداد إلى مصر لمواجهة الزمالك في ذهاب دوري نصف نهاية أبطال إفريقيا بسبب عدم حصوله على ترخيص لمغادرة التراب الوطني لانتمائه لسلك الحرس الملكي، وهو ما خلف استياء عاما، ليس لدى الواديين فقط، وإنما لدى الجمهور المغربي عامة، بحكم أن الفريق الأحمر يمثل المغرب في أكبر مسابقة قارية خاصة بالفرق. نجهل الأسباب التي جعلت المسؤول أو المسؤولين بمنح تراخيص مغادرة التراب الوطني للمنتمين لسلك الحرس الملكي الوقوف في وجه الوداد بجماهيره العريضة دون اعتبار لمصلحة الكرة الوطنية ولصورة المغرب عالميا في حالة فوز الوداد بلقب عصبة الأبطال الافريقية، ولا نظن أن عدم السماح للعروبي بمرافقة فريقه في هذه المحطة الحاسمة سيؤثر في شيء على عمل الحرس الملكي المشهود له بالاحترافية والانضباط، وإلا ما كان ليرخص له في كل المناسبات التي رافق فيها الوداد خارج الوطن وغيرها. الغريب أن القضية لم تأخذ حقها في التغطية الإعلامية التي تعاملت مع الموضوع وكأنه خبر عادي، كما أن الجامعة لم تقم بدورها في الدفاع عن مصلحة الفرق والكرة الوطنيتين، وهو ما يثير مجموعة من التساؤلات حول هذا الصمت الغريب وكأن الوداد لا يمثل سوى نفسه. على حد علمنا، فإن مسؤولي الفريق الأحمر، صرحوا أنهم قاموا بكل الإجراءات والاتصالات الضرورية التي تعودوا عليها في مثل هذه المناسبات، إلا أن جدار « الرفض « كان قويا، ما دفع أحدهم إلى التصريح بأنه صدم من هذا الموقف غير المنتظر، علما أن الحارس لعروبي تعوّد على السفر بعد الحصول على التصريح ، وكان يعود إلى أرض الوطن دون مشاكل. فما الذي حصل هذه المرة وتم رفض الطلب دون تقديم مبررات لذلك؟ وهل تم استحضار خطورة مثل هذا القرار مستقبلا على باقي الفرق والمنتخبات الوطنية التي ينتمي بعض لاعبوها لسلك الحرس الملكي وغيره في القوات المسلحة والأمن؟ وكيف سيتم التعامل مع فريق الجيش الملكي في حالة تأهله لإحدى المنافسات الإفريقية أو العربية التي تجرى خارج الوطن؟ وكيف سيبرر من رفض اليوم سفر الحارس لعروبي رفقة الوداد السماح للاعبي الفريق العسكري بمغادرة التراب الوطني؟ هي أسئلة وغيرها، لم نكن نرغب في طرحها لولا حرصنا على مصلحة الفرق الوطنية وأملنا في أن تحقق نتائج تعيد للكرة المغربية بريقها القاري بعد أن عجزت المنتخبات عن ذلك، حيث لا مجال للمقارنة بين ألقابهما، ولأننا، وهذا هو المهم، نحرص على أن يظل الوطن بعيدا عن حسابات توقيت وضع طلب مغادرة التراب الوطني والمشاكل التنظيمية وغيرها ، إن وجدت، وإلاّ، ما مبررات رفض منح تصريح مغادرة التراب الوطني لزهير العروبي. ننتظر جوابا رغم علمنا أن نحلم.