لا يوجد إجماع على أن سام ألاردايس هو أفضل مدرب يمكنه قيادة المنتخب الانجليزي الأول لكرة القدم، لكن ما حدث يوم الأحد يثبت أن الأمور تسير في صالحه، إذ ظهر فريقه بصورة فشل من سبقوه في الوصول إليها طوال سنوات. ففي مواجهة سلوفاكيا أول أمس الأحد، في مستهل مشواره في تصفيات كأس العالم 2018، قدم المنتخب الانجليزي الأداء الذي كلف المدرب السابق روي هودجسون وظيفته، بعد الفشل المروع في بطولة أوروبا 2016 بالهزيمة المخجلة أمام إيسلندا. وسيطر المنتخب الإنجليزي في مواجهة عشرة لاعبين، بعد طرد قائد سلوفاكيا مارتن سكرتل، لكنه لم يقدم الأداء الشامل والمتكامل الذي يمكنه من ترجمة سيطرته إلى نتيجة كبيرة في المباراة الباهتة، التي أقيمت ضمن المجموعة السادسة في ترنافا. وسدد الانجليزي أدم لالانا كرة تحمل بعض الأمل، وكان من المفترض أن يتصدى لها بنجاح حارس المرمى السلوفاكي ماتوش كوزاتشيك، لكن الكرة رغم ذلك مرت بين قدميه واستقرت في شباكه، ليفوز الضيوف 1 – 0، ويحتفل ألاردايس بكل سعادة على خط التماس. ولابد أن هودجسون كان يندب حظه في هذه اللحظة. فكثيرا ما توقع هودجسون أن يبدأ لالانا التهديف على المستوى الدولي، وصدقت توقعاته لكن تحت قيادة مدرب مختلف عندما هز اللاعب الشباك في آخر ثانية من مباراته الدولية رقم 27. وكان للحارس السلوفاكي دور في نجاح لالانا في مهمته، رغم تألق الحارس نفسه في مباراة انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين في بطولة أوروبا 2016، والتي انتقد فيها هودجسون لإجرائه الكثير من التعديلات على التشكيلة. لكن ألاردايس وفي أول ظهور رسمي له على رأس المنتخب الانجليزي، شارك بنفس التشكيلة تقريبا أمام نفس المنافس وحقق الفوز. وهنا يبرز الخط الرفيع الذي يلعب دورا بارزا في عمل مدربي كرة القدم. ويدرك ألاردايس أن مهمته تتمثل في العثور على التشكيلة المناسبة لهذه المجموعة، التي تضم عددا من اللاعبين المتميزين. وفي الشوط الثاني ظهرت دلائل على أن إنجلترا تسير في الاتجاه الصحيح مع دخول ديلي آلي في الشوط الثاني، رغم أن اللاعب لم يكن على المستوى المتوقع في البطولة الأوروبية، التي استضافتها فرنسا وفازت بها البرتغال. ويبقى وجود القائد وين روني محوريا للفريق وألمح ألاردايس قبل المباراة أنه لا يمكنه تحديد دور بعينه لروني، صاحب الخبرة الدولية الكبيرة، والذي يفضل اللعب في مركز متقدم في خط الهجوم. ولذا فإنه لا يجب التقليل من قدرات وخبرات ألاردايس، رغم أنه ربما يكون أقل ثقافة ومعرفة من هودجسون إلا أن لديه خبرة وذكاء في إخراج أفضل ما في جعبة اللاعبين. ومع هذه البداية الواعدة يتعين الانتظار ومتابعة بقية مراحل الرحلة الطويلة تحت قيادة المدرب الجديد.