قرر ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن يجري تعديلات على مستوى التفويضات الممنوحة لأعضاء مكتبه، هذا القرار جاء بعد حدة الانتقادات التي واجهها سواء من طرف المحتجين في الشارع أو من طرف مسؤولين في التسيير، وقالت بعض المصادر إن كل اعضاء المكتب سيتمتعون بتفويضات يتحمل كل واحد منهم مسؤوليته فيها بدل تكدس تفويضات في يد البعض، كما سيجري إعادة لهيكلة الموظفين مع تفعيل دور الرئاسة الحقيقي. وكان ساجد قد تعرض لانتقادات حادة خلال اجتماعه بمنسقي الفرق المشكلة للاغلبية المسيرة، حيث صرح أحدهم بأنه من الحيف أن يستحوذ 6 نواب من حزب البام على معظم التفويضات رغم أنهم لا يتوفرون إلا على اقل من 30 مقعدا داخل المجلس. واضاف المتدخل بأن «حيازة فريق البام على هذا الامتياز جاء نتيجة الخوف والضغط والتهديد خلال هيكلة المكتب،» اليوم - يضيف المتحدث - ليس هناك شيء نخافه». «وكان المتحدث ، حسب مصادر حضرت اللقاء، يوجه اللوم في تعثر التسيير الى فريق البام. مصادر من البام من جهتها أكدت بأن الهدف الاساسي من محاولة ساجد هذه، هو معاقبة بعض منتقديه من هذا الفريق الذين يعتبرون التسيير مختلا وتشوبه الالتباسات، وبأن هناك فاسدين في التسيير. قرار إعادة النظر في طريقة التسيير أتى موازيا مع أجندة لقاءات برمجها رئيس مجلس المدينة مع مختلف الفرق داخل المجلس. وقد انطلقت هذه اللقاءات يوم أول أمس الثلاثاء مع فريق العدالة والتنمية في اجتماع دام من الخامسة مساء الى التاسعة والنصف، وستعقبه لقاءات مع الفرق الاخرى. كما أن رؤساء مقاطعات تدخلوا على الخط، ليعلنوا لساجد بأن مقاطعاتهم تعاني مشاكل عويصة ولا تجد حلولا بفعل اللبس الحاصل في التسيير وعدم وجود مخاطب محدد، وكل المفوض لهم يشتكون بأن لا سلطة لهم. وذهب بعض هؤلاء الى حد القول إن بعض الموظفين في ظل هذه ««الخيلوطة»»، أصبحوا بمثابة المسيرين الحقيقيين، ونصحوا ساجد بضرورة إجراء هيكلة في هذا الباب، خصوصا وأن بعض هؤلاء الموظفين اصبح يملك ثروات واصبحت أسماؤهم على كل لسان ، كما انتقدوا الزبونية والمزاجية التي تطبع توزيع الخدمات على المقاطعات، معتبرين أن عنوانها هو الحيف ومعاقبة الاصوات، والتي بلغت احيانا حد تسخير منتخبين لعرقلة سير أشغال مقاطعاتهم. مصدر مقرب من ساجد، صرح لنا بأن الاخير، يجري اتصالات مكثفة لتجاوز الازمة التي وصلت اليها الدارالبيضاء في مجال التدبير الجماعي، وانه بالفعل سيقوم بإعادة هيكلة الموظفين الذين أصبح بعضهم يتحكم في دواليب المدينة! من جهته صرح لنا مصدر من فريق حزب الاستقلال ، بأن هذا الأخير سيقاطع الجلسات التي يعقدها ساجد مع الفرق وأنه سيستمر في معارضة تدبيره، إلى جانب باقي مكونات المعارضة داخل المجلس، والتي قال بعض أفرادها إن من يجتمعون الآن مع ساجد لتعبيد الطريق لتمرير الحساب الإداري ، عليهم أن يتحملوا مسؤولية تدخلاتهم السابقة التي أدانت التسيير.