قضى شاب نحبه٬ في حدود الساعة الرابعة من ظهر يوم الأربعاء الماضي٬ داخل قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة٬ بعد أن عجزت عمليتان جراحيتان عن انتزاعه من موت محقق٬ جراء إصابته٬ في ظروف غامضة٬ بجروح بليغة في الرأس. هذا٬ وتأرجح سبب الوفاة بين حادثة سير٬ و الاعتداء الإجرامي. حيث إن الفرضية الثانية٬ أي جريمة الدم أو القتل٬ تكون في ظل المعطيات والأدلة المتوفرة٬ وكذا٬ بعض التناقضات٬ أقرب بقوة إلى الواقع. وهذا ما تتشبث به أسرة الضحية٬ في انتظار قطع الشك باليقين٬ على إثر ما سيفر عنه البحث القضائي الذي من المفترض والمفروض أن تكون فتحته الفرقة الجنائية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة٬ تحت إشراف النيابة العامة المختصة٬ وكذا٬ التشريح الطبي الذي قد يتم إجراؤه٬ بتعليمات نيابية٬ على جثة الهالك. و صرحت قريبة للضحية في حديث قرب مستودع أموات مستشفى محمد الخامس٬ أن الأخير المدعو قيد حياته ﴿فوزي﴾٬ وهو شاب ﴿32 سنة﴾٬ مهنته مصلح الدراجات كان غادر٬ في حدود الساعة التاسعة من مساء السبت الماضي٬ منزل العائلة٬ الكائن في دوار «البحارة»٬ على مشارف منتجع سيدي بوزيد٬ وحسب ذات المصدر فإن قريبها أخذ حماما ﴿دوش﴾٬ وارتدى ملابس نظيفة٬ وأقام صلاة المغرب٬ قبل أن ينطلق إلى مدينة الجديدة٬ على متن دراجته الهوائية من نوع «بوجو وكان أصدقاؤه طلبوه. إذ لم يظهر له أثر تلك الليلة. وعلى الساعة ال11 من صباح اليوم الموالي ﴿الأحد الماضي﴾٬ اتصل أعز أصدقاء قريبها المختفي بأسرة الأخير٬ وأخبرها أنه يرقد في المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة٬ جراء تعرضه٬ الليلة الماضية ﴿السبت الماضي﴾٬ لحادثة سير على مقربة من غابة الحوزية٬ وأن حالته الصحية لا تدعو للقلق٬ حسب تصريحات القريبة٬ التي أضافت أن العائلة انتقلت لتوها إلى المستشفى٬ حيث وجدته٬ تحت هول الصدمة٬ فاقدا كليا لوعيه٬ في حالة كوما٬ ممدا على سرير داخل قسم الإنعاش. وبالرجوع إلى إدارة المستشفى٬ تبين للأسرة أن ابنها مدرج٬ حسب تصريحات القريبة٬ في سجل الاستقبالات٬ تحت هوية ﴿إكس بن إكس/مجهول الهوية﴾٬ بعد أن وضعه٬ على الساعة ال11 من ليلة السبت الماضي٬ أشخاص على متن سيارة خفيفة٬ لم يدلوا بهوياتهم٬ وغادروا لتوهم قسم المستعجلات. وأضاف المصدر ذاته أن الضابطة القضائية لدى المصالح الشرطية بالجديدة٬ استقدمت الصديق الحميم٬ وأن الأخير شوهد٬ في اليوم ذاته٬ في منزل عائلته. ووفق مصدر طبي٬ فقد أجري على الضحية الكشف 5 مرات بجهاز «السكانير»٬ وخضع لعمليتين جراحيتين٬ أملا في إنقاذ حياته٬ رغم أن حظوظ انتزاعه من الموت٬ كانت شبه منعدمة. هذا٬ واستبعدت القريبة أن يكون قريبها لقي حتفه في حادثة سير٬ على الطريق الرابط بين الجديدة وأزمور. حيث شككت في تصريحات ورواية الصديق الحميم٬ الذي يشغل بدوره مصلحا للدراجات٬ سيما أنه لم يخبر الأسرة بالنازلة٬ إلا في اليوم الموالي ﴿الأحد﴾٬ بعد مضي 12 ساعة. وأضافت أن الأخير هو من تكلف بمعية أشخاص آخرين٬ بنقل الضحية٬ على متن عربة خفيفة٬ إلى المستشفى. واستغربت ما جرى٬ ولماذا لم يعمد في حينه أو حتى لاحقا إلى إشعار المصالح الدركية٬ بغية الانتقال إلى مسرح النازلة المزعومة»٬ لمباشرة المعاينات والإجراءات القانونية٬ وانتداب سيارة إسعاف لنقل الضحية إلى المستشفى. كما كشفت٬ وهذا ما يثير حقا للغرابة والاستغراب٬ عن اختفاء الدراجة النارية التي تعود ملكيتها للهالك٬ على غرار اختفاء أغراضه الخاصة وهاتفه النقال٬ في ظروف غامضة. وهذا ما يقوي٬ حسب قريبة الضحية٬ فرضية الاعتداء الإجرامي المتعمد أو غير المتعمد٬ المفضي إلى الوفاة٬ التي تشبثت بوقوعها داخل محل لإصلاح الدراجات. واستحضرت القريبة في حديثها المطول مع الجديدة أن الطبيب الذي أجرى العملية الجراحية على الضحية الذي كان يحمل جروحا بليغة في مؤخرة رأسه٬ وكان جسده خال من أي أثار اعتداء أو أو جروح أو خدوش٬ و أكد للأسرة أن الهالك كان عرضة لاعتداء إجرامي٬ وليس لحادثة سير. وهذا ما وعد بتضمينه في التقريره الطبي الذي سينجزه٬ حسب تصريح العائلة .