أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإثنين أن 15 معتقلا في سجن غوانتانامو العسكري الذي فتح بعد اعتداءات 11 شتنبر2001، نقلوا إلى الإمارات العربية المتحدة. وبذلك يبقى في هذا المعتقل الواقع في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا 61 معتقلا، بعدما نقل حوالي 780 سجينا إلى هذا السجن العسكري. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن 12 من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى الإمارات يمنيون، والثلاثة الآخرين افغان. وكانت وزارة الدفاع الأميركية بذلت جهودا كبيرة لإيجاد دولة تقبل باستقبال المعتقلين اليمنيين لأنه لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم التي تشهد نزاعا داميا. وقال البنتاغون في بيان أن واشنطن «تعرب عن امتنانها لحكومة الإمارات العربية المتحدة لهذه اللفتة الإنسانية لاستتعدادها لدعم الجهود الأميركية المتواصلة لإغلاق معتقل غوانتانامو». ويتم عادة الإفراج عن المعتقلين في غوانتانامو شرط أن يبقوا تحت المراقبة ويخضعوا لبرامج تأهيل لإعادة دمجهم. ورحبت منظمة العفو الدولية بهذا الإعلان معتبرة أنه مؤشر إلى أن الرئيس باراك أوباما جاد في مساعيه لإغلاق المعتقل المثير للجدل قبل أن يغادر منصبه. وقال نورين شاه المدير المكلف ملفي الأمن وحقوق الإنسان بمنظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة، لوكالة فرانس برس «إنه نفي واضح لفكرة أن (معتقل) غوانتانامو سيبقى مفتوحا إلى ما لا نهاية». واحد الذين تم نقلهم افغاني يدعى عبيد الله وقالت السلطات الأميركية انه خبأ الغاما ارضية في 2001. وقد احتجز 14 عاما بلا محاكمة. وهو اكبر عدد من المعتقلين يتم نقلهم في وقت واحد في عهد ادارة اوباما الديموقراطية. وقال السفير لي وولوسكي الموفد الخاص لاغلاق معتقل غوانتانامو ان «استمرار عمل منشأة الاعتقال يضعف امننا القومي عبر استنزاف الموارد والحاق الاضرار بعلاقاتنا مع حلفاء وشركاء اساسيين، ويعزز موقف المتطرفين العنيفين». واضاف ان «دعم اصدقائنا وحلفائنا - مثل الإمارات العربية المتحدة - ضروري لانجاز الهدف المشترك». ويريد اوباما اغلاق المعتقل بسرعة قبل مغادرة البيت الابيض مطلع العام المقبل، لكن الجمهوريين الذين يشكلون الاغلبية في الكونغرس، يعرقلون كل مبادرة في هذا السياق. الا ان الولاياتالمتحدة سرعت في الاشهر الاخيرة وتيرة الموافقة على الافراج عن المعتقلين. وعندما تولى اوباما مهامه الرئاسية كان هناك 242 معتقلا في غوانتانامو. ومع اعلان الاثنين، يفترض ان يتم نقل 19 معتقلا آخرين تمت الموافقة على الافراج عنهم. اما الباقون وهم الاخطر، فيريد اوباما سجنهم في الولاياتالمتحدة، لكنها مهمة طويلة نظرا لمعارضة الجمهوريين. وكان الرئيس الاميركي قدم إلى الكونغرس في شباط/فبراير خطة جديدة لاغلاق معتقل غوانتانامو ونشر تقريرا رفعت السرية عنه، بشأن 107 معتقلين حاليين وسابقين يتحدث عن ماضيهم الارهابي. ويفترض ان تحدد الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر مصير السجن الشهير، بما ان المرشح الجمهوري دونالد ترامب اكد انه ينوي ملئ غوانتانامو «بالاشرار». واضاف انه «سيعيد العمل بما هو اسوأ بكثير من تقنية الايهام بالغرق». وحتى اليوم، هناك عشرة معتقلين فقط سيواجهون محاكمة جنائية بينهم المتهمين الخمسة بتدبير اعتداءات 11 شتنبر2001 (خمسة 9/11) وعلى رأسهم خالد شيخ محمد المتهم بانه نظم هذه الهجمات.