من ملعب ماراكانا المجيد إلى الخليج الملوث بمياه الصرف الصحي، سترحب مجموعة خلفيات متنوعة بالرياضيين والمشجعين خلال ألعاب ريو التي تنطلق الجمعة المقبل.هذه أول مرة تستضيف مدينة من أميركا الجنوبية الألعاب الصيفية، والتحدي أصبح أصعب على البرازيل منذ دخول اقتصادها في ركود عميق. لكن الخبر السار هو أن جميع الملاعب والقاعات قد انتهى العمل بها، ويبقى مصدر القلق الرئيس ما إذا كانت شبكة النقل جاهزة قبل حفل الافتتاح، حيث بدأت الوفود في الوصول للمشاركة في الحدث العالمي. ستنقسم المدينة الأكثر شهرة في البرازيل إلى أربعة مراكز خلال الألعاب، هي، المجمع الرئيس وهو المتنزه الأولمبي في منطقة بارا دا تيجوكا الميسورة (غرب)، ويستقبل التنس، معظم مسابقات السباحة، الجمباز، الجودو والمصارعة، وديودورو، وهو حي متواضع في شمال غرب ريو ليس عادة مقصداً للسياح، سيستقبل منافسات الفروسية، الهوكي على العشب، الرجبي 7 لاعبين والكانوي، وهناك منطقة شاطئ كوباكابانا الشهيرة في جنوب ريو ستستقبل مسابقات القوارب الشراعية، التجديف، السباحة الحرة لمسافات طويلة، والكرة الطائرة الشاطئية، إلى جانب أن بعض الأحداث الساحرة، على غرار حفلي الافتتاح والختام ومسابقات ألعاب القوى، تقام في ملعبين من المنطقة الشمالية: ماراكانا الأسطوري وملعب جواو هافيلانج الذي أطلق عليه اسم الملعب الأولمبي.وتتوزع مسابقة كرة القدم في مدن عدة سبق أن استضافت نهائيات مونديال 2014، قبل استقبال الجولات النهائية في ماراكانا والملعب الأولمبي. وسيتخذ البحارة وراكبو الأمواج من منطقة مارينا دا جلوريا بالقرب من كوباكابانا، مقراً لهم، بحيث تقام المنافسات في خليج جوانابارا، ويقام ماراثون السباحة والتراياثلون على شاطئ كوباكابانا، لكن عقوداً من التلوث جعلت من خليج جوانابارا مصدر خراب بيئي قد يعرض صحة الرياضيين للخطر. ووعدت السلطات بحملة تنظيفات ضخمة، مع إصلاح نظام الصرف الصحي في المدينة، بحيث ستتم معالجة مع ما لا يقل عن 80% من مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر، هدف تم التخلي عنه، إذ يرى علماء البيئة بأن 50% كحد أقصى من مياه الصرف الصحي تعالج راهناً. وشهد خليج جوانابارا أيضاً كميات هائلة من القمامة العائمة، على غرار أكياس البلاستيك والقناني، ستطوق زوارق جمع القمامة مسارات الإبحار في محاولة لمنع أي جسم من اعتراض المراكب المسرعة. تحدثت تقارير أيضاً عن انسكابات للنفط، بكتيريا مقاومة للعقاقير، وحتى ذراع بشرية وجدت عائمة في جوانابارا في فبراير الماضي، لكن على شاشة التلفزيون أقله، ستكون مسابقات المراكب الشراعية الأكثر متعة في الألعاب. وريو دي جانيرو مكان مترامي الأطراف منقسمة إلى تلال شديدة الانحدار، أحياء فقيرة وطرق مزدحمة، لذا سيكون اجتراح حلول لوسائل النقل تحدياً كبيراً، ويأمل المنظمون التوصل إلى حل مع خط المترو الجديد ونظام الحافلات المغلق الذي يدعى «بي ار تي»، لكن المدينة على أحر من الجمر للاطلاع على جهوزية تمديد خط المترو، وهو أكبر بنية تحتية في المدينة، وتم تحديد افتتاحه قبل أربعة أيام من حفل الافتتاح، الذي هو عملياً اللحظة الأخيرة بالنسبة لتعهد بهذا الحجم. وحتى بحال افتتاحه، سينحصر استخدامه لأصحاب التذاكر الأولمبية، عموم السكان سيكون قادراً على استخدام المترو الجديد بعد انتهاء الألعاب. من جهته، أكد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن القرية الأولمبية ستكون جاهزة تماما وبشكل رائع في الموعد المحدد، على الرغم من وجود تحديات قائمة حتى الآن في هذا الصدد. وقال: رأيت الوحدات السكنية، وتقابلت مع العديد من الرياضيين ومع بعض المديرين أيضاً، لقد كانت زيارة جيدة، القرية الأولمبية ستكون رائعة، لا تزال هناك تحديات ولكننا حصلنا على تعهد بأنه سوف يتم تجاوز هذه المشكلات. وأضاف: الفرق سعيدة للغاية، والرياضيون سعداء، يروق لهم الأطعمة والأجواء المحيطة. وجاءت زيارة باخ أمس الأول للقرية الأولمبية الواقعة في حي بارا تيجوكا غربي مدينة ريو دي جانيرو، بعد الانتقادات الكبيرة، التي وجهت لمنشآتها، من قبل البعثات الرياضية، التي بدأت في التوافد عليها منذ الأحد الماضي. وكانت أستراليا والأرجنتين قررتا إرجاء دخولهما إلى القرية الأولمبية، التي تتكون من 31 مبنى، بسبب وجود بعض المشكلات الخاصة بالتجهيزات. واشتكت البعثتان الرياضيتان لكلتا الدولتين، كما فعلت دول أخرى، من التركيبات الكهربائية، التي لم تنته بعد، وغياب النظافة عن الوحدات السكنية، بسبب بقايا وآثار الأعمال الإنشائية وانسداد المراحيض. وجاء رد فعل المنظمين للأولمبياد على الشكاوى المذكورة سريعاً، حيث استعانوا بأكثر من 600 عامل من أجل التعامل مع جميع المشكلات التي تحيط بالقرية الأولمبية. وأتت مجهودات اللجنة المنظمة بثمارها، حيث عادت البعثة الأسترالية إلى وحداتها السكنية في القرية الأولمبية، مثلما فعلت 129 بعثة رياضية أخرى، تقيم حالياً في الأماكن المخصصة لها داخل القرية.