قال زعيم الحزب الشعبي (يمين)، ماريانو راخوي، الخميس، إنه قبل تكليف العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس له بمحاولة تشكيل الحكومة، دون أن يضمن تقدمه للتصويت بالثقة في مجلس النواب (الغرفة السفلى) إذا لم يحصل على الدعم اللازم. وأوضح راخوي، خلال ندوة صحفية بمدريد بعد استقباله من قبل العاهل الاسباني في إطار المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة المقبلة، أنه وافق على المهمة التي كلفه بها الملك فيليبي السادس. وأضاف أنه التزم أمام العاهل الإسباني ب»بذل كل الجهود الممكنة لمحاولة التوصل إلى الاتفاقات اللازمة» لكي تكون لإسبانيا حكومة في أقرب الآجال، دون تأكيد إن كان سيتقدم للنقاش حول التنصيب حتى وإن لم يحصل على الدعم المطلوب لتنصيبه رئيسا للحكومة المقبلة. وتابع أنه ليس من الملائم التسرع خاصة في ظروف كالتي تعيشها البلاد، قائلا «سنواصل العمل من أجل محاولة تشكيل حكومة عقب اقتراح الملك»، مضيفا أنه سيخبره بمدى تقدم الحوار حول تشكيل الحكومة، وإن كان يتوفر على الدعم اللازم للقيام بهذه المهمة. يشار إلى أن الحزب الشعبي فاز في الانتخابات البرلمانية ليوم 26 يونيو الماضي ب33 في المئة من الأصوات و137 مقعدا، لكنه لا يزال بعيدا عن الأغلبية المطلقة (176 مقعدا) التي تسمح له بالحكم بمفرده. وبعد انتهاء الجولة الأولى من مشاورات العاهل الإسباني، الخميس، مع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب، سيحاول راخوي تشكيل الحكومة المقبلة، لكن المهمة لا تبدو سهلة، خاصة أمام رفض الحزب الاشتراكي المشاركة في حكومة ائتلافية مع الحزب الشعبي. كما رفض الاشتراكيون الامتناع عن التصويت على منح الثقة لصالح المحافظين، في الوقت الذي وحده حزب سيوددانس، وسط يمين، وافق على الامتناع عن التصويت من أجل تمكين راخوي من تشكيل الحكومة. يشار إلى أن انتخابات 20 دجنبر 2015 و26 يونيو الماضي أفرزت برلمانا مجزأ حيث أن أيا من الأحزاب الممثلة فيه لا تتوفر على أغلبية مطلقة، وهو وضع غير مسبوق في تاريخ الديمقراطية الإسبانية الحديثة.