اتهم المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون بأنها خلفت وراءها في وزارة الخارجية إرثا من «الموت والدمار والإرهاب والضعف» وتعهد باتخاذ موقف صارم في مكافحة الجريمة والمهاجرين غير الشرعيين في خطاب قبوله الترشيح. واستهدف خطاب ترامب الذي استغرق 75 دقيقة أمس الخميس تحديد المسار العام الذي ستتخذه حملته الانتخابية ضد كلينتون في استجابة للجمهوريين الذين يعتبرون أن أفضل طريقة لتوحيد الحزب المنقسم هي تفنيد الأسباب التي تثني الناخبين عن اختيار منافسته الديمقراطية في انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. ورد ترامب على الجمهور الذي كان يردد «احبسها» عقابا لها على أسلوب تعاملها مع السياسة الخارجية للبلاد بالقول «فلنهزمها في نوفمبر» فتعالت صيحات التأييد من آلاف المؤيدين الذين احتشدوا لحضور المؤتمر العام للحزب الجمهوري. وبعد انتهاء الكلمة انضم أفراد عائلة ترامب إليه على المنصة بينما تساقطت البالونات من السقف وتهادت قصاصات الورق الملون حول المكان. وأظهر استطلاع للرأي أجرته محطة (سي.إن.إن) التلفزيونية الإخبارية أن 57 في المئة «لديهم رد فعل إيجابي جدا» على الخطاب في مقابل 18 في المئة أبدوا رد فعل ايجابيا إلى حد ما في حين أبدى 24 في المئة رد فعل سلبيا. وجاء خطاب قبول ترامب (70 عاما) لترشيحه في ختام فعاليات المؤتمر الجمهوري العام الذي استمر أربعة أيام وسلط الضوء على جهوده لرأب الصدوع داخل الحزب الجمهوري بسبب تصريحاته المعادية للمهاجرين غير الشرعيين والمخاوف من تقلب أحواله المزاجية. عشر محطات أساسية في حياة دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في حي كوينز في نيويورك، الرابع بين خمسة اطفال. والده فريد متعهد عقارات ثري من والدين هاجرا من المانيا، ووالدته ماري تتحدر من اسكتلندا. ارسل دونالد غير المنضبط والمتوتر الى مدرسة داخلية عسكرية قبل ان يلت التحق بكلية التجارة في جامعة بنسلفانيا في 1968. بدأ بعدها العمل مع والده. فضل ترامب التركيز على مانهاتن والابتعاد عن ضواحي نيويورك حيث جمع والده ثروته. اجرى ترامب اولى صفقاته في مانهاتن مستفيدا من المعارف السياسيين لوالده ومن قرض بمليون دولار من مؤسسة فريد ترامب التي يملكها والده. اشترى ترامب فندق «كومودور» المتهالك بالقرب من محطة «غراند سنترال» وقام باعادة تاهيله وتحويله الى فندق «غراند حياة». في العام 1983 انتهت اعمال البناء في برج «ترامب تاور» الشهير على الجادة الخامسة في مانهاتن والذي يعتبر من رموز الاسراف في ثمانينات القرن الماضي. بدأ ترامب يقتني ابرز المباني في البلاد مستفيدا من الموجة الليبرالية خلال سنوات حكم رونالد ريغن. القى ترامب كلمة في لقاء نادي الروتاري في بورتسموث في نيوهامشير تساءل فيها عن سبب تقديم الولاياتالمتحدة حماية عسكرية لحلفائها الاثرياء مثل اليابان والسعودية في ما يشكل اول تدخل له في مجال السياسة. نشر دونالدترامب مذكراته بعنوان «فن الصفقات» (ذي آرت اوف ذي ديل) التي شكلت بدء انطلاق سمعته كرجل اعمال بارع. حققت المذكرات التي دونها توني شوارتس نجاحا وظلت 48 اسبوعا على قائمة الكتب الافضل مبيعا لصحيفة «نيويورك تايمز» وبيع منها اكثر من مليون نسخة. بعد اقل من عام على افتتاح فندق وكازينو «ترامب تاج محل» الضخم على الساحل الشرقي في مراسم كبيرة في العام 1990، توقف عن الدفع في الاولى من سلسلة انتكاسات مؤلمة مني بها المليادرير في ثاني عاصمة للقمار في الولاياتالمتحدة بعد لاس فيغاس. بعد اربع افلاسات قرر ترامب في النهاية الرحيل واغلاق الكازينوهات التي يملكها او يتخلى عنها بموجب اعلان افلاسه في 2009. تولى ترامب تقديم برنامج جديد من تلفزيون الواقع بعنوان «ذي ابرنتيس». اطلق البرنامج شهرة ترامب من خلال تركيزه على حسه في الاعمال وفي الفن الاستعراضي وعرف عليه جيلا جديدا من الاميركيين اصغر سنا من ان يتذكروا انجازاته في الثمانينات. وتحولت جملته المفضلة في البرنامج «يو آر فايرد» (انت مطرود) الى شعار حقيقي. اعلن دونالد ترامب ترشحه للانتخابات الرئاسية الاميركية. اثار ترشحه جدلا عندما اعلن عزمه بناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول اللاجئين الى الولاياتالمتحدة. وصف ترامب المكسيكيين ب»المجرمين» و»مهربي المخدرات» و»المغتصبين». خاض ترامب الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري حيث تفوق على 16 مرشحا وكسب تاييد الطبقة الوسطى من البيض بخطابه المعادي للنظام. فاز ترامب في انتخابات «الثلاثاء الكبير» الاول في سبع ولايات من الاباما الى فيرمونت مما احدث صدمة لمنافسيه. اصبح ترامب المرشح الوحيد للحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية بعد انسحاب المنافس الجدي الاخير تيد كروز من السباق اثر خسارته في انديانا. وصرح ترامب في برج «ترامب تاور» «سنكسب في تشرين الثاني/نوفمبر وبفارق كبير». رغم انقساماته يعين المؤتمر العام للحزب الجمهوري ترامب مرشحا له للسباق الرئاسي الى البيت الابيض.