تحتضن مدينة تيزنيت في الفترة ما بين 21 و 24 يوليوز الجاري، المعرض الوطني لتنمية المراعي الذي يروم حشد الدعم الضروري لتأمين النشاط الرعوي، وتشجيع الاستثمار العمومي والخاص في هذا المجال. وأوضح منظمو التظاهرة، في ندوة صحافية نهاية الأسبوع الماضي، أن هذا الملتقى يروم ايضا تثمين المنتجات المجالية الرعوية، إلى جانب تثمين وإبراز الموروث الثقافي للساكنة الرعوية، وخلق أرضية لتقوية اللحمة الاجتماعية بين مختلف شرائح الرحل، مع تبادل التجارب والخبرات في مجال استغلال وتدبير الموارد الرعوية بين الأطر والباحثين ومختلف التنظيمات المهنية الرعوية. وأشاروا إلى أن الأنشطة المقررة في إطار هذا المعرض تنقسم إلى شقين، أولهما يخص التنشيط الثقافي والفني، بينما يهم الشق الثاني الجانب الاقتصادي المتمثل في إقامة معرض على مساحة 4500 متر مربع، يضم على الخصوص أربعة أروقة مخصصة لعرض المنتجات المحلية لممثلي الجهات المشاركة، والتعريف بالمؤسسات ذات العلاقة بقطاع المراعي وتربية الماشية، وتقديم العروض المرتبطة بتربية الماشية، بالإضافة إلى رواق لإبراز مقومات الحياة اليومية الثقافية للرعاة الرحل. وأوضح المدير الجهوي للفلاحة لسوس ماسة، هرو أبرو، أن تنظيم هذا المعرض يندرج في إطار الشطر الأول من البرنامج الوطني لتنمية المراعي وتنظيم ظاهرة الترحال، والذي يشمل ست جهات من المملكة هي جهة الشرق، وجهة درعة تافيلالت، وجهة سوس ماسة، وجهة كلميم واد نون، وجهة العيون الساقية الحمراء، وجهة الداخلة واد الذهب، مشيرا إلى أن المراعي في هذه الجهات الست، تمتد على مساحة 49 مليون هكتار ، وتمثل حولي 92 في المائة من المساحة الإجمالية للمراعي على صعيد المملكة، والتي تقدر بحوالي 53 مليون هكتار . وأكد أبرو أن هذا البرنامج، الذي يعد ثمرة استراتيجية لمخطط المغرب الأخضر، يوخى الحد من مجموعة من الإشكالات التي أضحت تهدد استقرار اقتصادات ساكنة هذه المناطق الرعوية، والتي يشكل فيها النشاط الرعوي أهم مصدر للدخل، بالإضافة إلى الاثار السلبية على المستويين الاجتماعي والبيئي، والناجمة عن تدهور الغطاء النباتي الرعوي بسبب الاستغلال المفرط، أو نتيجة لتوالي سنوات الجفاف. للإشارة فإن برنامج تنمية المراعي وتنظيم الترحال بإقليم تيزنيت تساهم في تمويله دولة قطر إلى جانب الجهات المغربية المختصة، حيث سيكلف تنفيذه استثمارا ماليا بقيمة تناهز 97 مليون درهم، وسيتم إنجازه على مدى ثلاث سنوات. أما بخصوص مكونات البرنامج، فتشمل على الخصوص إحداث محميات رعوية، وغرس الشجيرات العلفية على مساحات شاسعة من شأنها التخفيف من العبء على الكسابة، لاسيما منهم الرحل، خصوصا خلال سنوات الجفاف، وتنظيم الكسابة وتقوية قدراتهم، وتحسين إنتاجية هذه المجالات المهيأة، وتقوية شبكة نقط الماء الخاصة بتوريد الماشية، وذلك وفق منظور يراعي التوزيع الجغرافي الأمثل للنقط الثابتة للمساهمة في التدبير الأمثل للموارد الرعوية.