رغم تمديد حجم البطولة بزيادة عدد المشاركين إلى 24 منتخبا، مما سمح لبعض المنتخبات متوسطة المستوى ومتواضعة التاريخ بالمشاركة، كانت معظم هذه المنتخبات عند حسن ظن مشجعيها وفجرت العديد من المفاجآت في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا. وتأتي هذه المفاجآت وضعف المستوى التهديفي ضمن أبرز ملامح دور المجموعات والتي تتلخص في الآتي: ضعف المستوى التهديفي انتهت أربع مباريات بالتعادل السلبي من بين 36 مباراة أقيمت في الدور الأول للبطولة، التي شهدت حتى الآن أقل متوسط تهديف في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية حتى الآن. وبلغ متوسط التهديف في الدور الأول 92،1 هدف للمباراة الواحدة لتتفوق فقط على بطولة 1968، التي بلغ فيها متوسط التهديف 4،1 هدف للمباراة الواحدة، علما بأن نسخة 1968 لم تشهد مرحلة دور المجموعات حيث شهدت البطولة خمس مباريات فقط. وعلى عكس التوقعات والتكهنات، كانت أبرز الفرق من حيث هز الشباك في الدور الأول هي منتخبي ويلز والمجر برصيد ستة أهداف لكل منهما، فيما ودع المنتخب الأوكراني البطولة دون هز الشباك، ليكون أول فريق يفشل في هز الشباك منذ أن خرج المنتخب الدنماركي صفر اليدين من نسخة 2000 . أهداف الرأس جاءت 20 بالمائة من أهداف الدور الأول بضربات الرأس، وهو ما يقل عن نظيرتها في النسخة الماضية (يورو 2012) والتي سجلت فيها 29 بالمائة من أهداف البطولة بضربات الرأس. ولم يحقق أي من المنتخبات الكبيرة المرشحة بقوة للفوز باللقب الفوز في المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في الدور الأول. وهذه هي المرة الأولى منذ نسخة 1996 بإنجلترا التي يخلو فيها الدور الأول من أي فريق حقق الفوز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته، فلم يحقق أي فريق في الدور الأول بالبطولة الحالية العلامة الكاملة. نجاح الوجوه الجديدة على مدار 20 عاما، لم تشهد بطولات كأس الأمم الأوروبية تأهل أي فريق للأدوار الفاصلة في مشاركته الأولى بالبطولة. ولكن يورو 2016 لم حمل تأهل منتخب واحد فقط من الوجوه الجديدة وإنما أربعة منتخبات، وهي ويلز وأيسلندا وسلوفاكيا وأيرلندا الشمالية، حيث وصلت جميعها للدور الثاني فيما كان المنتخب الألباني هو الوحيد من الوجوه الجديدة الذي ودع البطولة من الدور الأول، علما بأنه حقق فوزا ثمينا على المنتخب الروماني. مدى الفعالية على المرمى كان البرتغالي كريستيانو رونالدو أكثر المسددين على المرمى من بين جميع لاعبي البطولة في الدور الأول، حيث سدد نجم ريال مدريد 32 كرة في اتجاه المرمى، وهو ما يفوق رصيد لاعبي سبعة منتخبات مجتمعين، كما يقترب من ضعف تسديدات منتخب أيرلندا الشمالية (17 تسديدة) . واحتاج المنتخب البرتغالي إلى 69 تسديدة ليحرز أهدافه الأربعة في البطولة حتى الآن. ورغم هذا، ظل المنتخب البرتغالي أكثر فعالية من نظيريه الإنجليزي (65 تسديدة/ ثلاثة أهداف) والألماني (59 تسديدة/ ثلاثة أهداف) . الاستحواذ على الكرة والتمرير أصبح المنتخب الألماني هو المنتخب الإسباني الجديد؛ حيث كان هو الفريق صاحب النسبة الأكبر للاستحواذ على الكرة في مبارياته بالدور الأول، وبلغت نسبة استحواذه 66 بالمائة مقابل 61 بالمائة فقط للمنتخب الإسباني، الذي كان الأكثر هيمنة في البطولات الأخيرة من حيث الاستحواذ على الكرة. ورغم هذا، كان المنتخب الإسباني صاحب العدد الأكبر من التمريرات في مباريات الدور الأول، برصيد 1876 تمريرة مقابل 1794 تمريرة للمنتخب الألماني. وكان المنتخبان الإسباني والألماني هما الأكثر نجاحا أيضا في دقة التمريرات، لأنهما فقط من تجاوزت نسبة نجاح تمريراتهما حاجز 90 بالمائة. وكان الألماني توني كروس هو صاحب أكبر عدد من التمريرات من بين جميع لاعبي البطولة في الدور الاول، حيث مرر الكرة 328 مرة، وهو ما يقل بأقل من 100 تمريرة عن رصيد منتخب إيرلندا الشمالية بأكمله. لاعبون بثلاث رئات رغم الخروج المبكر للمنتخب التشيكي من البطولة، كان لاعبه فلاديمير داريدا هو الأكثر نشاطا وتحركا من بين جميع لاعبي البطولة في دور المجموعات، حيث قطع مسافة 4،37 كيلومتر (أقل بنحو خمسة كيلومترات فقط عن طول سباق الماراثون) خلال المباريات الثلاث لفريقه في الدور الأول، وهو ما يزيد بنحو ألفي متر على اللاعب التالي في قائمة أكثر المسافات التي قطعها كل لاعب في المباريات الثلاث مجتمعة. الأكثر خشونة لم يتسم الأداء في دور المجموعات بالبطولة الحالية في فرنسا بالخشونة. وكان المنتخب الروماني هو الأكثر ارتكابا للأخطاء برصيد 52 خطأ، فيما كان المنتخب الألباني هو الأكثر حصولا على البطاقات برصيد عشرة إنذارات وطرد واحد. ونال عشرة لاعبين من المنتخب الإيطالي إنذارات، لكنهم يستطيعون المشاركة في مباراة الدور الثاني أمام المنتخب الإسباني يومه الاثنين. أكثر الحراس فعالية أيسلندي أصاب حارس المرمى الإيسلندي هانيس هالدورسون النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالإحباط، حيث تصدى ل 19 تسديدة منه خلال مباراة الفريقين التي انتهت بالتعادل. فيما كان المدافع الألماني جيروم بواتينغ الأكثر استخلاصا للكرة من المنافسين من بين جميع المدافعين في الدور الأول للبطولة الحالية، حيث استخلص نجم بايرن ميونيخ الألماني 35 كرة من منافسيه.