أعتبره شخصيا واحدا من أهم المخرجين العرب والأفارقة. ونحن به فخورون.. مصطفى الدرقاوي أسلوب.. منهجية... ..فلسفة.. رؤية.. تاريخ..... هندسة..... لوحة فنية... ..خريطة الصور. ومتعة العين... مصطفى الدرقاوي مدرسة متنقلة، تخرج منها مخرجون وما أخرجوا... علمتنا المدرسة الدرقاوية الشيء الكثير. علمتنا بأن ليس هناك سينما بدون مرجعيات ثقافية وفكرية.. علمتنا بأن التصور يسبق التصوير. علمتنا بأن السينما مشروع خالد.. علمتنا كيف ومتى يمكن إقحام الفنون الستة في عوالم الفن السابع. نعم، علمتنا المدرسة بأن الابداع الحقيقي هو رهين العذاب والنعيم.. علمتنا التضحية ونكرات الذات، ماذا نقول؟ التضحية ونكران الجسد.. علمتنا أن نحب السينما قبل أن نغازلها.. علمتنا أين نضع الكاميرا، وكيف ندير أهل التمثيل.. علمنا الدرقاوي كيف نتحمل أشواك الورد، إذا كنا نحب الورد.. علمنا قراءة النقد السليم في الجسم السينمائي السليم، علمنا انه في هذا العالم المحفوف بالمخاطر. علينا ان نقدر للرجل قبل الخطو، موضعها..... علمنا بأن السينمائي الحقيقي هو الكائن المبدع الذي في البال عمق وإبداع وأغنية.. علمنا الصدق في العمل، والاخلاص في الصورة. وعلمنا أن "المخرج السينمائي" ليست بحال حرفة كباقي الحرف.. أجل، علمتنا الزاوية الدرقاوية أن نقرأ الكتب، وعلمتنا كيف نقرأ الافلام..... علمتنا الزاوية بأن السينما تشبه الحمام، لا يدخل إليه من لا يتحمل الحرارة، ولا يقتحمه من لا يحمل معه اللباس النقي النظيف. علمتنا الزاوية بأن اللغة السينمائية لا يحسن التكلم بها إلا الراسخون في علم الصورة، وعلمتنا بأن السيناريو محله من الاعراب هو المبتدأ، وهو الخبر، شريطة أن يكون هناك مخرج... ..شكرا أيها الاستاذ الجليل، شكرا يا أيتها القامة النادرة!