صب مراد كرطومي، الذي «فجر» ملف سوق الجملة، يوم أول أمس الإثنين خمسة لترات من البنزين على جسده داخل محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وكاد يشعل النار في نفسه قبل أن يتدخل رجال الأمن لمنعه من ذلك ونقله إلى أحد الأجنحة بالمحكمة، حيث صبوا عليه الماء وقدموا له الإسعافات الاولية. وفي اتصال مع مراد كرطومي صرح لنا بالقول، بأنه بعد تدخل الأمن والاستماع إليه داخل المحكمة من طرف مختلف الاجهزة الأمنية، تم نقله الى ولاية الأمن بالدارالبيضاء ، حيث تحدث إلى والي الأمن بالبيضاء مصطفى الموزوني بحضور ابراهيم اوسيرو، مستشار المدير العام للأمن الوطني، إذ أخبرهما ، يضيف كرطومي، بأنه حاول إحراق نفسه احتجاجا على ما يعتبره «انحرافا في المتابعات التي يعرفها ملف سوق الجملة للخضر والفواكه»، مذكرا بأنه إلى حدود الآن قام رجال الامن باعتقال أعوان بسطاء ورجال أمن لا دخل لهم في الاختلالات والخروقات التي يعرفها هذا المرفق العمومي ، مؤكدا أنه حرر شكايات عديدة يتهم فيها مدير السوق ورئيس السوق ورئيس برج المراقبة والرئيس السابق للسوق، والذي لايزال يعمل فيه، بالاضافة الى أعضاء في مجلس مدينة الدارالبيضاء، بكونهم «متورطين في تبديد أموال السوق». واختتم كرطومي حديثه مع المسؤولين الأمنيين بأن «هؤلاء وأطراف أخرى هم من يساهم في النزيف المالي للسوق، حتى أن منهم من أصبح ثريا من عائدات هذا المرفق، ومنهم من يمول حملاته الانتخابية منها »، كما شدد على أن هذا الملف تأخر كثيرا في دواليب المحكمة حتى أصبح يشبه «المسلسلات التي لا تنتهي»!