أودع مواطن مبلغ 4000 درهم بوكالة بريد المغرب بشارع محمد السادس يوم جمعة، وعاد يوم الثلاثاء صباحا لسحبها بواسطة بطاقة «بالي هاني» لكن مفاجأته كانت كبيرة حين «أجابته» الآلة المخصصة للسحب بأنه لا يتوفر على المبلغ المطلوب! فدخل إلى الوكالة واستفسر الموظف المكلف، إلا أن جواب هذا الأخير كان غير مستساغ ، حيث تضمن ما يفيد بأنه سبق له أن سحبها ! ثارت ثائرة المواطن الذي كان قد عول على ذلك المبلغ لقضاء بعض أغراضه المهمة، وطلب لقاء رئيس الوكالة الذي طلب منه كتابة شكاية في الموضوع ! بعد التأشير على نسخة من الشكاية التي وضعها بهذه الوكالة، قصد المتضرر المركز الجهوي لبريد المغرب، وهناك أوضح لبعض الموظفين والموظفات بأنه تعرض للنصب، خصوصا وأنه كان لايزال يتوفر على نسخة من وثيقة الدفع التي توضح قدر المبلغ المدفوع وتاريخ الدفع. غضب هذا المواطن وصل صداه إلى مكتب المدير الجهوي الذي استقبله بكل احترام وتقدير وأدخله مكتبه واعتذر له موضحا أنه ربما قد يكون في الموضوع خطأ أو شيء من هذا القبيل. ارتاح المتضرر لهذا الحديث وللطريقة التي أراد المدير معالجة المشكل بها ، حيث اتصل مباشرة عبر الهاتف بالوكالة واستفسرهم في الموضوع، كما أنه أنّب رئيسها على سوء المعاملة التي عومل بها المواطن صاحب المشكل، وعند اتصاله بالادارة المركزية لمده بكشوفات الحساب البريدي لهذا المواطن، اتضح بعد توصله بكل البيانات أن المبلغ الذي دفعه المشتكي يوم الجمعة لم يدفع في حسابه إلا يوم الثلاثاء، أي بعد أن احتج المتضرر لما وجد حسابه ينقص ب 4000 درهم، آخر دفعاته! وبمعنى آخر ، حسب بعض العارفين في هذا الميدان من ذوي التجربة الطويلة، فإن هناك بعض الموظفين الذين حين تدفع بعض المبالغ في نهاية الاسبوع يتصرفون فيها وكأنها ملكهم خلال عطلة نهاية الاسبوع، وإذا ما سأل عنها صاحبها فإنهم يُعيدونها إلى حسابه ، وهناك من يعيدها مباشرة بعد عودته من عطلة نهاية الاسبوع ، تفاديا لحدوث مشاكل، وآخرون يكون طمعهم أكبر فيحتفظون بها إلى أن يُسأل عنها! وكيفما كان الحال، فإن الذين يقومون بمثل هذه السلوكات إنما يسيئون إلى مهنتهم النبيلة ويخدشون صورة زملائهم / زميلاتهم النزهاء، حيث تعتبر هذه المسلكيات بمثابة «خيانة للأمانة» وضربا لمصداقية عملية الايداع والتوفير!