فشلت التدابير المتأخرة التي أطلقتها الحكومة بخفض الرسوم عن استيراد بيض الاستهلاك في تراجع أسعار البيض في الأسواق الوطنية، رغم انقضاء ثلث رمضان الذي يشهد إقبالا استثنائيا على هذا المنتوج. ولم تفلح 3 ملايين بيضة فرنسية وإسبانية دخلت إلى الأسواق المحلية ، خلال الأيام القليلة الماضية عن طريق ميناء طنجة المتوسطي، في خفض أسعار بيض الاستهلاك الذي ما زال يباع بمعدل 1.50 درهم للوحدة ، و يصل أحيانا إلى 1.80 درهم في بعض المدن المغربية. يوسف العلوي ، رئيس الجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن ، أكد ل "الاتحاد الاشتراكي" أن هناك 3 عوامل تسببت في أزمة أسعار بيض الاستهلاك خلال رمضان الجاري، أولها ارتفاع أعلاف الدواجن التي تمثل 80 في المائة من كلفة الانتاج بأزيد من 30 في المائة، حيث قفزت أسعار الذرة في الآونة الأخيرة من 4.60 دراهم للكيلوغرام إلى 5.70 دراهم ، كما ارتفعت أسعار الصوجا من درهمين إلى 2.60 درهم . من جهة ثانية فإن خروج المغرب إلى الاستيراد من السوقين الإسباني والفرنسي تزامن مع موسم ارتفاع الاستهلاك الداخلي لهذين البلدين المصدرين، لا سيما في حالة فرنسا التي تستضيف 7 ملايين سائح لمتابعة نهائيات كأس أوربا، ما أدى الى ارتفاع أسعار البيض في منشأ التصدير. كما ينضاف إلى هذين العاملين – يقول رئيس الجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن، عامل المضاربة وكثرة الوسطاء وقال «الوسطاء هم من يتحكمون في الأسعار ، حتى في الأوقات العادية فما بالك في أوقات الذروة». وأوضح العلوي أن معدل سعر البيض الذي يبيع به الكساب هذه الأيام يتراوح بين 1.05 درهم و1.15 درهم غير أن الوساطة و المضاربة في الأسعار ترفع معدل السعر المعروض على المستهلك النهائي بين 1.40 إلى 1.70 درهم للبيضة الواحدة . أما عوامل انخفاض الانتاج الداخلي من البيض فتعود إلى بدايات الموسم الفلاحي، حيث نتج عن ظهور مرض انفلونزا الطيور من سلالة h9n2 تأثيرات اقتصادية مهمة على قطاع الدواجن، بما في ذلك دجاج اللحم والديك الرومي ودجاج تحضين البيض وكذا الدجاج المخصص للتوالد. وأدت هذه الوضعية بشكل مباشر الى ارتفاع نسبة الوفيات وانخفاض تحضين البيض، وبشكل غير مباشر الى ارتفاع أسعار منتجات الدجاج خاصة أسعار بيض المائدة ، ونتيجة لارتفاع معدل الوفيات ب 10 في المائة وانخفاض هام في معدل تحضين بيض التوالد ب50 في المائة في المؤسسات الثلاثة المزاولة لتحضين البيض . و كانت الحكومة في ماي الماضي قد توقعت انخفاض إنتاج بيض المائدة بحوالي 80 مليون وحدة في شهر يونيو مقارنة مع نفس الشهر من سنة 2015، أي ما يعادل انخفاض مرتقب بنسة 20 في المائة خلال هذا الشهر الذي يصادف شهر رمضان المبارك. ما أدى إلى ارتفاع أسعار بيض المائدة بحوالي 50 في المائة مقارنة مع بداية شهر يناير 2016 مما ترتب عنه بيض مهرب في المناطق الشمالية، حيث يتم ترويج 600.000 بيضة في اليوم حسب بعض المصادر. كل هذه العوامل دفعت الحكومة، في شخص وزير الفلاحة عزيز أخنوش إلى خفض رسم الاستيراد المطبق على بيض المائدة الى 10 في المائة، في الفترة الممتدة من 15 ماي الى غاية 15 يونيو 2016 وفي حدود كمية 4000 طن، وذلك لرفع العرض في شهر رمضان الكريم،غير أن هذا الإجراء لم يفلح في تفادي اضطرابات في تموين السوق وضمان استقرار أسعار بيض المائدة خلال شهر رمضان .