اهتز الرأي العام الطلابي بمكناس على وقع حدث فريد من نوعه،يتمثل في إقدام طلاب ينتمون لإحدى الفصائل الراديكالية بحلاقة شعر شابة وحاجبيها تشتغل بمقصف كلية العلوم بمكناس بعد إدانتها ب» المنسوب إليها « عشية الثلاثاء الأخير. وقبل القيام بفعله هذا، دعا الفصيل الطلابي المعروف ب « البرنامج المرحلي « الشابة إلى مغادرة مقصف الكلية وعدم الرجوع إليه تحت طائلة التهديد ب «المحاكمة والعقاب»، بعد أن اتهمها بالتجسس عليه لمصلحة فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية، وذلك بتصوير أنشطته بهاتفها النقال وتسليمها له. وحسب رواية الفصيل القاعدي، فإن المُستخدمة المعنية بالأمر، قامت بتصوير عدد من أنشطة الفصيل بهاتفها، وأرسلتها إلى عناصر فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية، وقد تقرر طردها بعد أن دخلت في مشادات كلامية مع إحدى الرفيقات التي طلبت منها مغادرة الكلية، وتطور الأمر إلى تدخل الرفاق لضرب المستخدمة وطردها بالقوة. في مقابل ذلك، أفادت مصادر خاصة أن المُستخدمة بالمقصف كانت ترفض السماح لأعضاء فصيل البرنامج المرحلي، بتناول الوجبات بالمجان، وأن تعاملها لم يكن يروق لهم، ولذلك كانوا يبحثون لها عن تُهمة لطردها من المقصف بطريقة مهينة، مضيفة أن الأمر نفسه حدث نهاية الموسم الماضي، حيث قاموا بطرد مُستخدم شاب، وهددوه بقطع رجليه إن عاد للكلية، لأنه كان يتعامل بالقانون وليس بما يُسمى بين الطلبة ب»العُرف الجامعي». وأضافت ذات المصادر، لقد « قرر الطلبة القاعديون أثناء المحاكمة معاقبة المُستخدمة شيماء بحلق شعر رأسها وحاجبيها، بالإضافة إلى صفعها على وجهها 40 مرة»، مضيفاُ أن «الرفاق أمعنوا في إهانتها وتعذيبها حتى فقدت الوعي، مما دفع شقيقتها إلى محاولة الثأر لها وإنقاذها، لكن أحد عناصر الفصيل هاجمها بواسطة سيف كبير، وتسبب لها في جروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس «. وتقدمت الفتاة البالغة من العمر 23 سنة، بمعية أختها بشكاية لدى الجهات المختصة. سلوك خلف استياء عارما وسط عموم الطلبة الذي أدانوه بشدة، متأسفين على الانحطاط الذي وصلت إليه الجامعة المغربية التي كانت فضاء للعلم والنقاش السياسي الديمقراطي الذي يعكس حركية المجتمع، وفضاء ومشتلا لإنتاج النخب السياسية المغربية المتشبعة بالفكر والعلم والحداثة، تحول بقدرة قادر -وحاشا أن تكون قدرة القادر هنا بل بفعل الفاعل- إلى مسرح للعنف والجهل والتطرف.