اهتزت ساكنة جماعة أحلاف التابعة لإقليم بنسليمان، مساء يوم الأحد 15 ماي الجاري، على وقع حادث مأساوي نزل كالصاعقة على سكان المنطقة، التي خيم عليها حزن عميق إثر وفاة ثلاثة أفراد دفعة واحدة ينحدرون من أسرة واحدة بعد اختناقهم داخل مطمورة قمح قديمة. الحادث المؤلم، حسب مصادر من عين المكان، وقع حوالي الساعة الثالثة والنصف من زوال الأحد إثر سقوط طفل يبلغ من العمر حوالي 10 سنوات بمطمورة قمح قديمة وعميقة كانت مغطاة بواسطة قطعة من البلاستيك ( باش ) يتجاوز عمقها ثلاثة أمتار، توجد وسط مسكن الضحايا بدوار العوايات، التابع لقبيلة الزكارنة بتراب الجماعة المشار إليها حسب ما أفادته نفس المصادر لجريدة «الاتحاد الاشتراكي». حيث سمع الأب صياح ابنه الذي كان يستغيث طلبا لإنقاذه وإخراجه من المطمورة، فهرع الوالد «حوالي 55 سنة» لنجدة فلذة كبده الذي علا صياحه المكان، مرتميا داخلها دون أن يدرك أن مصيره سيكون هو مصير ابنه الضحية، لكن هذا الأخير لم يستطع فعل أي شيء، ولم يتمكن من إنقاذ حياته ولا حياة ابنه، حيث ظلا الاثنين وسط المطمورة يصارعان الموت بسبب سخونة المكان وعدم وجود الأكسجين به، مما دفع بشقيق الأب إلى محاولة إنقاذهما معا، فارتمى هو الآخر داخل المطمورة عله يتمكن من إخراج الضحيتين من المطمورة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن ظل الثلاثة يصارعون جحيم الارتفاع المهول لدرجة الحرارة داخل المطمورة وانعدام وجود الأكسجين بها إلى أن أسلموا الروح إلى باريها بسبب الاختناق الناتج عن قلة الأكسجين وارتفاع درجة الحرارة . وفور انتشار الخبر المؤلم هرع رجال الدرك والسلطات المحلية والوقاية المدنية إلى عين المكان، وشوهد رئيس الجماعة وممثلو السكان وكذا الساكنة المجاورة وهم يتدفقون على مكان الحادث المأساوي لإخراج الجثث من المطمورة وكذا لمواساة عائلة المفقودين والتخفيف من آلامهم وأحزانهم، وتمكن رجال الوقاية المدنية بعد جهد جهيد من انتشال الجثث ونقلها عبر سيارة نقل الأموات التابعة إلى جماعة أحلاف إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان في انتظار إجراء التشريح الطبي عليها. فيما ظلت أجواء الحزن والأسى تخيم على المنطقة وعلى الأهل والأقارب الذين وقفوا مشدوهين أمام هول الصدمة، ولكون المفقودين الثلاثة ينحدرون من أسرة واحدة، ولي أمرها عون سلطة (شيخ) وهي أسرة معروفة بجماعة أحلاف لم يكن أفرادها ينتظرون فقدان ثلاثة عناصر منها دفعة واحدة وفي ظروف جد مأساوية، لكن لا راد لمشيئة الله .