قرر مسؤولو مدينة الدارالبيضاء والمشرفون على قطاع النظافة، الدخول في عملية تحسيس تهدف إلى إشراك المواطنين في منظومة جعل الدارالبيضاء مدينة نظيفة. وكان عمدة المدينة عبد العزيز العماري، قد أشار خلال اللقاء التحاوري الذي جمعه مع الإعلاميين بالعاصمة الاقتصادية. بأن إشكالية النظافة، لا يمكن اختزالها فقط في مسألة التدبير والتتبع وإنما هناك مشكل كبير مطروح في هذه المنظومة، وهو ضعف انخراط المواطن كمساهم في جعلها مدينة نقية. تصريح عمدة الدارالبيضاء، جاء على إثرعودة إشكالية النظافة إلى الواجهة في شوارع المدينة، حيث بدأت الانتقادات والتساؤلات حول نجاعة تدبير قطاع النظافة في المدينة، خاصة وأن الاتفاقية المبرمة مع الشركتين، المدبرتين للقطاع وهما «افيردا وسيطا» كانت مهمة واستجابت لعدة شروط، بدليل أن كل الفاعلين والمنتخبين خلال الولاية السابقة، صفقوا للبنود التي تضمنها دفتر التحملات، إذ تم فرض جيل جديد من آليات الاشتغال تستجيب لجودة الخدمات والفعالية في الأداء، و تحترم في نفس الوقت، المعايير الدولية للبيئة مع اعتماد أسطول قادر على حمل نفايات الدارالبيضاء، وغسل الشوارع وتنظيف الأزقة. كما اعتمدت وسائل حديثة للتتبع والمراقبة، كوضع هاتف أخضر يستعمله المواطنون للتبليغ عن النقط السوداء المنتشرة في أحيائهم، بالإضافة إلى اعتماد نظام تحديد المواقع ب»الساتل»، جي- بي- إس، لمراقبة أشغال الشركتين ومعرفة مدى إنجازها لمهامها يوميا. كما تم فرض عقوبات مالية عليها في حالة الإخلال بواجب من واجباتها، مقابل هذا ثم الرفع من الميزانية المعتمدة لقطاع النظافة إلى 44 مليار سنتيم. ورغم كل هذا، ظهر بأن هذه الالتزامات وتسخير كل هذه الإمكانيات لم تف بالغرض، ولم تقدم النتائج المرجوة. حدة الانتقادات أدت ،كما أشرنا، إلى تعليق المسؤولية على الجانب المتعلق بإشراك المواطنين في العملية، ويظهر هذا جليا من خلال التصريحات الإعلامية لمسؤولي شركات النظافة كما هو الحال بالنسبة للمدير العام لشركة أفيردا، فراس عرقجي، الذي صرح، بأن شركته عملت على وضع كل الإمكانيات واللبنات الأساسية للاستثمار في القطاع، مستجيبة لدفتر التحملات الذي وضعه مجلس المدينة، من خلال توفير شاحنات وآليات متطورة، وتحسين جودة النظافة، معترفا بأن هذا وحده لا يكفي للوصول إلى المبتغى، لذلك وجب التركيز على تفعيل دور المواطن كشريك أساسي في منظومة النظافة، معبرا عن قناعة مؤسسته بذلك، لأن الإمكانيات اللوجستيكية والمادية والبشرية وحدها لا تكفي، في غياب دور فعال للمواطن من خلال السلوكيات السليمة في التعاطي مع الموضوع البيئي. معلنا بأنه تم وضع برنامج متكامل بمعية المجلس للتحسيس. نفس الاتجاه يذهب إليه مسؤولو شركة «سيطا» الذين قرروا بدورهم إشراك المواطن في عملية تحسين جودة النظافة من خلال التواصل المستمر مع المواطنين لجعلهم شركاء فعالين في هذه المنظومة، للوصول إلى النتائج التي ينتظرها الجميع. وإذا كان المسؤولون لم يعلنوا عن البرنامج المتحدث عنه بالتفصيل. فإن بعض أحياء العاصمة الاقتصادية مازالت تشكو من نقط سوداء تنتشر فيها الأوساخ و الأزبال.