اعتبر باحثون وجامعيون أن رواية "سينترا" للكاتب حسن أوريد ، التي صدرت سنة 2016 ، تشكل حالة إبداعية تنبش في الذاكرة والزمن، بحثا عن هوية منفلتة.وأبرزوا خلال لقاء خصص لقراءة هذه الرواية بمبادرة من "مركز محمد بن سعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات" أن الأمر يتعلق بغوص في التاريخ والذاكرة في محاولة لتفكيك بنية لم تتغير . وفي هذا الصدد ، أبرز الكاتب حسن أوريد أن (سينترا) تستحضر أزمنة وأمكنة وأشخاصا وأحداثا طبعت الحياة المغربية ، لكن من منظار إبداعي، مشيرا في هذا الصدد الى أن الغوص في التاريخ بالنسبة لهذه الرواية ما هو إلا ذريعة ومحاولة لتفكيك منظومة كاملة مستمرة لسنوات طوال. وقال إن (سينترا) تفتح مع ذلك أملا يتمثل في استحضار جيل جديد باعتباره حلقة أساسية في الانتقال من زمن إلى آخر، وبناء الحاضر والمستقبل . ولفت إلى أن الرواية نسجت عوالمها بناء على أحداث كثيرة منها (ضربة السينغال) التي عرفت في تاريخ المغرب، ومجموعة من الأشخاص منهم عبد الخالق الطريس وعبد الصمد الكنفاوي والمهدي بن بركة وخربوشة وناس الغيوان، مؤكدا على الدور الذي يمكن للنقاد الاضطلاع به في فك شفرات الرواية، ومشددا على أهمية قراءة (سينترا ) كعمل إبداعي وليس عمل أكاديمي بحثي. ومن جهته، قال الباحث والأكاديمي الطيب بياض أن الرواية مسكونة يهاجس الذاكرة والإنسان، وذلك من خلال شخصية عمر بنمنصور التي سعت إلى جمع شظايا ذاكرة فردية، تشكل في الأساس ذاكرة جماعية . وتابع أن هذه الذاكرة الجماعية تعود لجيل يحمل هما وانشغالات ولأمكنة مسكونة بالتعايش ، مشيرا في هذا السياق إلى أن هاجس القيم والتاريخ يحضر بقوة في هذه الرواية . أما الباحث عبد العزيز جبور ، فقد لفت إلى أن سينترا هي في جوهرها سفر من زمن الى آخر ، فضلا عن كونها حالة إبداع وتفاعل مع الذاكرة المغربية، مضيفا أنها غنية بالأحداث والوقائع والأشخاص الذين يتم استحضارهم من خلال اعتصار الذاكرة المغربية . يشار إلى أن هذا العمل، الذي يقع في 285 صفحة من القطع المتوسط ، استثمر عدة تقنيات في الكتابة منها تقنية التهجين، وذلك من خلال إدخال كلمات من الدارجة المغربية والأمازيغية، كما استثمر تقنية التناص عبر التفاعل مع أحداث طبعت تاريخ المغرب، وشخصيات معروفة . ويذكر أنه سبق أن صدرت للكاتب حسن أوريد أعمال أخرى، منها روايات "الحديث والشجن"، و"الموريسكي" و"صبوة في خريف العمر" و"الأجمة" و"سيرة حمار"، وأعمال أخرى ذات طابع فكري منها كتابا "الإسلام والغرب والعولمة" ضمن السلسلة الشهرية منشورات الزمن، و"مرآة الغرب المنكسرة".