عن مسرحية «طقوس وحشية» للكاتب المسرحي قاسم مطرود، قدمت جمعية محترف شمس للمسرح، في إطار مهرجان الربيع الثقافي لسيدي البرنوصي، فرجتها المسرحية الموسومة ب»كومبارس» مساء الثلاثاء المنصرم 26 أبريل، بالمركب الثقافي حسن الصقلي، والمسرحية من تشخيص الفنانة الصاعدة والواعدة مروة شوقي والممثل الفنان حسن لهبابطة الذي قام أيضا بإخراج هذا العمل المسرحي، وإنجاز السينوغرافيا الخاصة به. تعتمد المسرحية على مقومات سينوغرافية حديثة مثل التركيب التشكيلي بين عناصر الإكسسورا (الحبال الممتدة من الأعلى) والحركات الراقصة للممثلين، أي أن ما يميز هذا العمل المسرحي هو ذلك التواشج القوي بين العناصر السينوغرافية والأداء الكوريغرافي، فالرقص الذي لم يكن تعبيرا عن الفرح، بقدر ما كان تمثيلا للآلام التي يتخبط فيها الكومبارس (المهمّش في الحياة وفي الوجود). ولذلك لا نجد شحنا للديكورات والاكسسوارات التي قد تُربك الرؤية، وتعيق الفرجة. بل هناك بساطة شديدة على مستوى الديكور والإضاءة بما يلائم بساطة شخصية الكومبارس. وإذا كان محترف شمس يؤمن بقناعة بقوة التقنيات المسرحية الكلاسيكية في التعبير، فإنه يحاول تحيينها وتكثيف رمزيتها انطلاقا من معالجة موضوع ذي طبيعة فلسفية وسمات فكرية. لذلك نجد للقناع في هذا العرض دلالات الموت والعدم، إلى جانب وظيفته الأساسة وهي التخفي. ثم إن تقنية المسرح داخل المسرح استعملت لتوضيح تلك الأزمة الوجودية التي يعيشها الإنسان المهمَّش أمام جبروت السلطة المطلقة، بكل تجلياتها. فالرهاب الذي تحس به الشخصيتين في النص من هذا الغريب المتجبر الذي لا يتم الإفصاح عنه تجعلنا نعتقد في الكثير من اللحظات أن العرض المسرحي تمثيل لصراع الإنسان مع قدره، وهو الصراع السرمدي الذي يحاول الإنسان أن يهرب منه باللجوء إلى الحكاية أحيانا (تحول الشخصيتيتن إلى شهرزاد وشهريار)، أو إلى الغناء والطرب.