اختتمت يوم الأحد 18 أبريل 2016، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان السنوي لرأس العين الشاوية التابعة لإقليم سطات المنظم تحت شعار:« العمل التشاركي بين الجماعات.. رؤية استراتيجية لتحقيق تنمية مستدامة » من طرف المجلس الجماعي لهذه الأخيرة، بتعاون مع جماعتي واد النعناع وأولاد اشبانة، وبتنسيق وشراكة مع الجمعيات المحلية، حيث شهد اليوم الأخير من المهرجان الذي أقيم بمركز رأس العين، حفل توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على المشاركين في الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية المقامة على هامش المهرجان، والتي أشرف عليها مدير المهرجان بحضور السلطات المحلية وبعض المسؤولين ورؤساء الجماعات المحلية. وفي تصريح لرشيد البهلول مدير المهرجان، النائب البرلماني بالفريق الاشتراكي ورئيس جماعة رأس العين ل«الاتحاد الاشتراكي» على هامش الحفل الختامي، أشار إلى «أن تنظيم مهرجان رأس العين هو مناسبة للتعريف وإبراز الموروث الثقافي والفني الأصيلين اللذين تزخر بهما منطقة الشاوية، وهو أيضا فرصة لخلق رواج تجاري واقتصادي محلي يساهم في تحقيق التنمية بالمنطقة» مضيفا « أن فعاليات الدورة الثامنة كانت غنية بأنشطتها الاجتماعية والرياضية والفنية والثقافية وكذا البيئية المتنوعة، حيث تجند المجلس الجماعي وعبأ كل الإمكانيات البشرية والمادية الضرورية من دعم لوجيستكي وتنظيم محكم، كي يمر برنامج وفعاليات الأنشطة في ظروف مناسبة ومريحة تليق بأصالة ومكانة قبائل المنطقة، وبزوار المهرجان الذين استمتعوا على مدى أيام الأسبوع، بمختلف الأنشطة التي نمت برمجتها». مهرجان هذه السنة تميز بتنوع وغنى الأنشطة التي تمت إقامتها. فعلى مستوى الفروسية وركوب الخيل عرف محرك مركز رأس العين طيلة أيام المهرجان تقديم لوحات فنية وفولكلورية بمشاركة حوالي 600 فارس يمثلون ما يزيد عن 40 سربة، استمتع خلالها الزوار بطلقات البارود وبفن التبوريدة، حيث افتتح رئيس جمعية الفروسية التقليدية براس العين، وهو بالمناسبة مقدم علفة الشرفاء البهالة، ألعاب الفروسية. وكانت سربة الخيالة لجمعية تكنة بسيدي قاسم ضيف شرف بالمهرجان، حيث عبر هذا الأخير في تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» عن إعجابه بالتنظيم المحكم للمهرجان و بحفاوة الاستقبال من طرف رئيس جماعة رأس العين، الذي وفر كل إمكانيات الدعم والمساندة . كما تم تنظيم أنشطة رياضية تمثلت في دوري في كرة القدم فئة الكبار من تنظيم جمعية النهضة الرياضية ونادي الأمل الرياضي، سميت بدورة الحاج المختار بالعيساوي بن الجيلالي بن علي شارك فيه 22 فريقا يمثلون جماعات اولاد اشبانة، واد النعناع، سيدي حجاج، المزامزة الجنوبية وجماعة رأس العين. وانتهى دوري كرة القدم الذي احتضنه ملعب رأس العين بفوز فريق بير باعوش بعد فوزه في المباراة النهائية على فريق شباب اولاد اشبانة بالركلات الترجيحية، قام على إثرها مدير المهرجان رشيد البهلول بتوزيع الجوائز على الفرق المشاركة. وتم تنظيم مباراة في الكرة الحديدية ضمن الأنشطة الرياضية المبرمجة في المهرجان، عرفت مشاركة فرق من مختلف المدن المغربية : بنسليمان، ابن احمد، سطات، خريبكة والدار البيضاء ، بالإضافة إلى الفرق المحلية برأس العين. وفي المجال الفني كان للفرق الفنية المحلية نصيب الأسد في تنشيط السهرات الفنية ، إلى جانب بعض المجموعات والفرق الموسيقية الوطنية، حيث استمتع الجمهور الشاوي بفقرات غنائية وموسيقية من التراث الشعبي الأصيل طيلة أيام المهرجان، قام بتنشيط فقراتها عدد من الفكاهيين المعروفين على المستوى المحلي والوطني. وعلى المستوى الاجتماعي ، نظمت اللجنة المنظمة للمهرجان، بتنسيق مع مندوبية وزارة الصحة، حفل إعذار لفائدة أطفال المنطقة يوم الأحد 10 أبريل 2016 بالمركز الصحي برأس العين، حيث استفاد من هذه العملية التي مرت في أجواء تطبعها الفرحة والاحتفالية، حوالي 300 طفل ينتمون لمختلف دواوير المنطقة بإشراف من طاقم طبي متخصص. وفي المجال الديني تم تنظيم جائزة رأس العين في تجويد القرآن الكريم من طرف المجلس الجماعي لرأس العين بتعاون مع جمعية الشعلة وتحت إشراف المجلس العلمي المحلي بتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الاسلامية بسطات، انطلقت هذه المسابقة منذ شهر، وشملت مجموعة من الجماعات والبلديات للتنقيب عن مواهب في تجويد القرآن الكريم ، وقد اختتمت بتوزيع الجوائز والشواهد التقديرية على الفائزين بالمسجد الأعظم برأس العين بحضور رئيس المجلس العلمي والمندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بسطات و رشيد البهلول مدير المهرجان. كما تم تسليم العديد من الجوائز على المتفوقين دراسيا بمختلف المستويات الدراسية خلال الدورة الأولى من الموسم الدراسي الحالي همت تلاميذ الثانوية التأهيلية رأس العين وإعدادية الفارابي و مؤسسات التعليم الابتدائي التابعة لتراب جماعة رأس العين و واد النعناع . وكان الجانب البيئي حاضرا بدوره ، حيث تم تنظيم أيام تحسيسية في هذا المجال بمركز رأس العين تحت إشراف أعضاء جمعية الشعلة المحلية للأنشطة التربوية والثقافية والرياضية، واستمرت هذه الأنشطة مدة خمسة أيام واختتمت بتنظيم ندوة علمية حول أهمية النظافة وحماية البيئة من منظور شرعي وديني من تأطير الأستاذ الحاج أحمد عبد الحميد عضو المجلس العلمي بسطات . الدورة الثامنة لفعاليات المهرجان السنوي لرأس العين عرفت إقبالا كبيرا على أنشطته ، وخلفت ارتياحا كبيرا لدى ساكنة المنطقة بسبب التنظيم الجيد والتنويع في فقرات البرنامج وكذا نتيجة الرواج الاقتصادي والتجاري الذي خلقه المهرجان ، وهذا ما أشارت إليه بعض التصريحات لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» حيث تقول المواطنة ( س-ب):« عجبني المهرجان، كلشي موجود فيه، تفرجنا في السهرة وفي الخيل واشرينا لويلدتنا الحوايج...) .أما الفارس عبد الله بن بيه الذي يعد مقدم إحدى سربات الخيل، فقد قال:« أتشرف بحضور مهرجان رأس العين كضيف شرف هذه السنة حيث استقبلنا من طرف إدارة المهرجان أحسن استقبال ،حيث وفر لنا الرئيس كل الإمكانيات اللازمة ، الحمد لله الأمور مرت بسلام ونشكر جميع الإخوان على حسن الاستقبال...» . وفي تصريح آخر لرئيس جمعية الفروسية التقليدية مولاي الحسن زمزم الادريسي: « تفاجأت هذه السنة بمستوى التنظيم من طرف المسؤولين ، حيث تم توفير كل الإمكانيات اللوجستيكية و المعنوية مما أتاح لنا نحن كجمعية فاعلة في مجال التبوريدة بالمنطقة العمل على توظيف تلك الامكانيات لصالح «العلفات» المشاركة، حيث اعتبر الجميع أن هذه الدورة شهدت تطورا كبيرا مقارنة بسابقاتها...» وفي تصريح لأحد الشبان المشاركين في دوري كرة القدم المنظم على هامش المهرجان أشار: « المهرجان كان ناجحا، استمتعنا بمختلف الأنشطة المقدمة وعرف دوري كرة القدم تنظيما جيدا ، ونحن جد سعداء بهذا المهرجان...» وحسب المتتبعين والمهتمين بتنظيم المهرجانات، فإن مهرجان رأس العين سنة بعد أخرى، يعرف تطورا ملحوظا ، سواء على مستوى الإعداد الجيد له ، أو على مستوى التنظيم ، وكذا في تنوع أنشطته وفقرات برنامجه. وهو ما يلاحظ من خلال الإقبال الكبير على المهرجان ومتابعة برنامجه.