برسم ذهاب دور ثمن نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، استقبل الفتح الرياضي، بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، ليلة الجمعة الماضي، فريق سبورت فيلا الأوغندي، الذي أعلن عن نفسه في هذه الكأس بوصوله إلى دور الثمن، وبعدم استقبال شباكه لأي هدف بعد مرور أربع دورات. هذه العوامل كلها جعلت الفتح يتعامل بواقعية كبيرة مع المباراة، وبعقلية المجرب للملاعب وأجواء المباريات بإفريقيا. وبدا المدرب وليد الركراكي واعيا بأن الاستمرار في الأدوار المقبلة يقتضي حسم مباراياته التي يستقبل فيها خصومه بانتصار كبير، يعطي الكثير من الاطمئنان، ويبعد اللاعبين عن الضغط، عند التنقل إلى الملاعب الإفريقية، وفي حسابهم تجاوز الهزيمة أو التعادل. وإذا كان الركراكي قد ضرب الحساب إلى هذه الأمور، إلا أنه - وهو أكبر المتفائلين - لم يكن يتوقع أن ينتصر فريقه بسباعية نظيفة، ويزعزع ثقة الفريق الأوغندي في نفسه، وهو الذي كان يعتقد بأن شباكه ستبقى نظيفة، أو لن يكون حملها ثقيل. ومن خلال المباراة ومنذ الدقائق الأولى تعامل لاعبو الفتح مع المباراة بالجدية المطلوبة والمفروضة، واستطاعوا اللعب بإيقاع عال، مما أربك لاعبي سبورت فيلا، خاصة وأن لاعبي الفتح اعتمدوا التمريرات، وإسقاط الكرات من الأجنحة مع عدم الاعتماد على إبراز المؤهلات الفردية، ولكن تم توظيفها في لعب جماعي مبني ،واستغلال وسط الميدان بشكل مكنهم من الاستحواذ على الكرة، مما وجد معه لاعبي سبورت فيلا أنفسهم مضطرين لاستعمال طاقة زائدة للتراجع إلى الدفاع، لاسترداد الكرات من مهاجمي الفتح، الذين كانوا دائما يهاجمون بقوة عددية، وبتمريرات دقيقة وبينيات فيها الكثير من الانسجام والقراءة الجيدة للتموضع. وحتى يزيدوا من قوتهم، ويحيروا لاعبي فريق سبورت في طريقة لعبهم، اعتمد لاعبو الفتح على التسديد من بعيد، ويمكن اعتبار هذا الأسلوب جديدا بالنسبة للمدرب الركراكي. صمود دفاع سبورت فيلا استمر إلى الدقيقة 26، حيث تمكن المتألق مراد باتنا ومن ضربة ثابتة من تسجيل هدف لا يوقع مثله إلا الكبار. هدف فتح شهية الفتح للتسجيل، وكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 34، حيث تمكن المدافع آس مانداو من تسجيل الهدف الثاني، بعد تسلمه كرة من قدم مراد باتنا بعدما نفذ ركنية. وحتى ينهي الفتح الشوط الأول بتفوق مريح، خاصة وأن الوصول إلى شباك الحارس نيكولاس سيبواتو أصبح ممكنا، سيتمكن اللاعب عبد السلام بنجلون من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 40، لينهي الحكم المصري محمد معروف الشوط الأول بثلاثية نظيفة. الشوط الثاني واجه فيه الفتح فريقا منهارا نفسيا وبدنيا، وتأكد ذلك عندما أضاف الباسل الهدف الرابع في الدقيقة 48، لكن ذلك لم يدفع لاعبي الفتح إلى الابتعاد عن الالتزام بالواقعية في اللعب، خاصة وأن وليد الركراكي كان يعاتب كل لاعب يضيع فرصة التسجيل، وخاصة فوزير الذي كان يتحرك كثيرا، وكان يرتكب بعض الأخطاء قرب مربع عمليات سبورت فيلا. إصرار الركراكي على تسجيل المزيد، رفع الغلة إلى خمس بعدما سجل سعدان في الدقيقة 69، عقب توغل في المربع بكرة تسلمها من باتنا. هنا بدأت تحركات المدربين، حيث شرعا في التغييرات، فشل فيها المدرب فرانك أنويا، ونجح فيها المدرب الركراكي، عندما تمكن البديل يوسف لكناوي من تسجيل الهدف السادس في الدقيقة 81، وليستسلم فريق سبورت فيلا لقدره، ويرغم على التفرج على اجتياح لاعبي الفتح، الذين تحكموا في اللعب بشكل كلي. وحتى يظهر اللاعب فوزير بأنه كان غير محظوظ في ما سبق، سيسجل الهدف السابع في الوقت بدل الضائع، وليتأكد بأن الفتح،حول الملعب إلى ساحة «للتبوريدة» وأن سبعة لاعبين تبادلوا دور «العلام»(باتنا، أس مانداو، بنجلون، الباسل، سعدان، ولكناوي). وبهذا ستكون مباراة العودة بأوغندا يوم 20 أبريل غير محفوفة بالأخطار، لأن فريق الفتح لن ينهار لتستقبل شباك الحارس عبد الرحمان الحواصلي سبعة أهداف،خاصة وأنه لعب دور المتفرج في مباراة الذهاب، وتبين بأن فريق سبورت فيلا محدود الإمكانيات.