تربط المغرب وبلجيكا علاقات صداقة وتعاون ممتازة يعود تاريخها إلى أكثر من قرن ونصف من الزمن، وهي العلاقات التي شهدت خلال السنوات الأخيرة دينامية ملحوظة، تجسيدا لرغبة البلدين في الارتقاء بها إلى شراكة مميزة. فمنذ التوقيع على أول اتفاقية ثنائية بين المغرب وبلجيكا في سنة 1860، ما فتئت العلاقات التي تربط بين الرباطوبروكسل تنمو وتتوسع باستمرار. وفي سياق استمرارية هذه العلاقات العريقة، من المرتقب أن تعطي زيارة سيسيل جودوني، كاتبة الدولة بجهة بروكسل مكلفة بالتجارة الخارجية التي ستقود بعثة اقتصادية بلجيكية إلى المغرب من 10 إلى 14 أبريل المقبل، دفعة جديدة لهذه العلاقات وترسي أسس تعاون متجدد ومكثف. وتنظم هذه البعثة بمبادرة من (بروكسل استثمار - تصدير)، بشراكة مع التمثيلية الاقتصادية والتجارية للجهة الفلامانية، ووكالة والوني للتصدير والاستثمارات الخارجية، وجامعة المقاولات التكنولوجية. وحسب المنظمين، فإن البعثة ستركز على قطاعات البناء والهندسة. كما ستقوم هذه البعثة والتي تضم رجال أعمال، وممثلي المجموعات المهنية وصحفيين بزيارة إلى كل من الرباط والدار البيضاء وطنجة. وبالنسبة للمنظمين، فإن اختيار المغرب جاء بالنظر إلى موقعه الجغرافي على أبواب أوروبا، وكأرضية للانطلاق تجاه إفريقيا، «فبالإضافة إلى سوق تضم أزيد من 30 مليون نسمة، يشكل المغرب مدخلا لسوق تضم أزيد من مليار مستهلك بفضل اتفاقيات التبادل الحر العديدة التي وقعها مع عدد من البلدان الإفريقية «. وأكدت سيسيل جودوني،، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ، أن المغرب وجهة لا محيد عنها بالنسبة للمقاولات البلجيكية وشريك تجاري تاريخي لبلجيكا، ويتمتع باقتصاد مستقر في منطقة المغرب العربي. ومع ذلك، يبقى القطاع الاقتصادي دون مستوى العلاقات المغربية البلجيكية، بحيث واحتلت بلجيكا في 2014 المرتبة الخامسة من بين البلدان الأوروبية المصدرة للمغرب ب 4.5 من مجموع الصادرات الأوروبية نحو المغرب. وارتفعت الصادرات البلجيكية نحو المغرب ما بين 2013 و2014 بنسبة 2.1 في المائة، وتؤشر مثل هذه الأرقام على الجهود التي لا يزال يتعين القيام بها من أجل ضمان النهوض بحجم التبادل التجاري. وبالنسبة لجودوني، فإن المغرب محرك اقتصادي لإفريقيا، وهو ما يفسر العدد المرتفع للمقاولات البلجيكية المسجلة في هذه البعثة (77) «، وهذا يؤكد، تضيف كاتبة الدولة، الاهتمام الذي يوليه رجال الأعمال البلجيكيين بتطوير الشراكات التجارية مع نظرائهم المغاربة. وأشادت المسؤولة البلجيكية بمستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشددة على أن الأمر يتعلق ببعثة تمثل قطاعات مختلفة، مع التركيز على البناء والطاقة. وقالت « إن البعثة التي أترأسها تمثل ثلاثة جهات، حيث تضم ممثلين عن جهة بروكسل ووالوني وفلاندر «، مشيرة إلى أن جهة بروكسل تربطها علاقات قوية مع المغرب. ومن هذا المنطلق، فإن زيارة البعثة الاقتصادية البلجيكة تشكل أيضا فرصة للمغرب لتسليط الضوء على إمكانياته الاقتصادية المتعددة، في أفق تشجيع المقاولات البلجيكية على الاستثمار أكثر في المغرب وإرساء تعاون طويل الأمد معها.