لا يتجاوز عدد الرضع الذين يستفيدون من الرضاعة الطبيعية خلال مدة ستة أشهر الأولى بعد ولادتهم نسبة 27.8 في المئة، وهو ما يؤكد استمرار انخفاض معدّلاتها وتراجع الإقدام على هذه الخطوة الغذائية والصحية، رغم تبعات هذا الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف مناعة الرضع ضد الأمراض التعفنية الخطيرة ويعرضهم للإصابة بالأمراض المزمنة، ويؤثر سلبا على نُمُوّهم، مقابل تعويضها بالرضاعة الاصطناعية. أرقام أعلنت عنها وزارة الصحة بمناسبة إطلاقها أمس الاثنين، للنسخة السادسة من الأسبوع الوطني لتعزيز الرضاعة الطبيعية، الذي سيستمر إلى غاية 3 أبريل المقبل، تحت شعار «الرضاعة الطبيعية مع العمل، لنحقق ذلك»، وهي الخطوة التي تندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغذية التي سطرتها الوزارة، خلال الفترة ما بين 2011 و2019. أسبوع، أوضح مصدر صحي، أن الهدف منه هو التأكيد على ضرورة تقديم الدعم من طرف جميع القطاعات لتمكين الأمهات العاملات من الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وإبلاغهن بحقوقهن وضرورة الاستمرار في إرضاع أطفالهن لحمايتهم من الأمراض، وكذا تشجيعهن على اعتماد الممارسات السليمة لتمكينهن من إنجاح الرضاعة الطبيعية. وكانت نتائج المسح الوطني للسكان والصحة الأسرية لسنة 2011 قد أكدت أن من بين أسباب تراجع الرضاعة الطبيعية، تَغَيُّر أنماط العيش بالوسط الحضري خاصة، إلى جانب عمل المرأة، وانتشار بعض الاعتقادات الخاطئة لدى الأمهات حول عدم كفاية حليب الأم كغذاء وحيد للرضع خلال الستة الأشهر الأولى، في حين أن كل المعطيات العلمية والتوصيات تدعو إلى الإرضاع المطلق بحليب الأم طيلة هذه الفترة.