صادق المجلس الجماعي لمدينة طنجة بالأغلبية في ساعة متأخرة من ليلة يوم الخميس، على وثيقة تصميم التهيئة، وسط تتبع غير مسبوق لساكنة المدينة لأطوار الدورة الاستثنائية التي عرفت وقفة احتجاجية على مدار اليوم أمام قصر البلدية. السكان المتضررون من وثيقة تصميم التهيئة، رفعوا لافتات داخل قاعة الاجتماعات مطالبين بعدم المصادقة على الوثيقة لما تشكله من ضرر على عقاراتهم وتحويل أغلبها إلى مناطق خضراء ومرافق عمومية، وهو نفس الاتجاه الذي سلكته المعارضة داخل الجلسة التي وصفتها بالبكاء على الميت ، حيث «أن التصميم جاء ليخدم الأغنياء على حساب الفقراء في غياب تام للعدالة العقارية»، وأن «تعرضاتهم التي مارسوها داخل الآجال القانونية لن يتم الاعتداد بها وستبقى حبرا على ورق ليس إلا». لجنة التعمير ومن خلال تقريرها الذي عرضته داخل الدورة، كان لها رأي آخر ، حيث وصفت الإجراء الإداري الذي قام به السكان المعبر عن رفضهم لوثيقة تصميم التهيئة بعبارة " تقديم ملاحظات" بدل كلمة "تعرضات» ، كما وصفت التصميم بالمهم من أجل تنمية الجماعة، وأن غيابه أو التأخر في إخراجه لحيز الوجود يتسبب في الركود الإقتصادي وفي انتشار الفوضى العمرانية. كما وصف رئيس اللجنة قانون التعمير، من خلال نفس التقرير، بالمتجاوز حيث لم يعد يساير التطور الذي يعرفه المجتمع المغربي في مجال الحريات، إذ تغيب في هذا القانون المقاربة التشاركية لكل من الجماعات الترابية وهيئات المجتمع المدني، وعدم كفاية الآجال القانونية لتسجيل الملاحظات ، سواء من قبل العموم أو من قبل الجماعات المحلية. وبخصوص نتائج البحث العمومي الخاص بنفس المشروع، أي تصميم التهيئة، فقد قدمت الساكنة 5480 ملاحظة خلال شهر، بمعدل 260 ملاحظة في اليوم، وأن النسبة الكبيرة سجلت على مستوى مقاطعة بني مكادة بنسبة 46 في المائة، وأن العقارات غير المحفظة هي السائدة بنسبة 78 في المائة من مجموع الملاحظات المقدمة، التي أجمعت أغلبها على رفضها للطرق المبرمجة بالدرجة الأولى بنسبة 51 في المائة. من جانبه، أكد مدير الوكالة الحضرية "أن الملاحظات المقدمة من طرف المواطنين ستتم دراستها بالتدقيق، وأن كل واحدة منها ستعرف تعليلا مفصلا في حالة عدم الأخذ بها»، وبخصوص مغاربة العالم قال" إن الجالية المغربية هي الأخرى تفاعلت بقوة مع وثيقة التصميم وقدمت ملاحظاتها سواء بالتنقل أو عبر مراسلات بريدية مضمونة «، خاتما قوله « أنه يمكن إسقاط مشروع تصميم التهيئة برمته، ولو في مراحله الأخيرة من طرف الأمانة العامة للحكومة في حالة إسقاط ملاحظات الساكنة بدون تعليل». عمدة المدينة ومن أجل إقناع الحضور، سواء المستشارين أو المواطنين، بأهمية المصادقة على مشروع تصميم التهيئة استعمل أساليب وكلمات غير واضحة ومتناقضة في بعض الأحيان، مثل قوله «أنه بعد سماعه لمداخلات الأغلبية أو المعارضة تأكد له بالملموس، وجود إجماع بعدم الرضى على الوثيقة التي تحتوي على أمور معيبة»، إلا أنه يعود ويقول» إن 3 في المائة فقط من ساكنة طنجة من اعترضت على مشروع التصميم الذي يجب المصادقة عليه في كل الحالات». ويذكر، أن المواطنين، من نساء ورجال، الذين حجوا بكثافة لتتبع أشغال الدورة الاستثنائية، وباعتراف من الحضور بكل أطيافه ، عبروا عن مستوى عال في طريقة التعبير عن احتجاجاتهم وعن اهتمامهم بالشأن المحلي، رغم أن أغلبهم ينحدر من الأحياء الهامشية ، كما أن طول وتعب الوقوف والعطش والجوع لم يمنعهم من مواصلة أشغال الاجتماع إلى غاية نهايته في منتصف الليل.