في الوقت الذي تتأهب فيه العديد من المنتخبات الأوروبية لخوض جولة من المباريات الودية، ضمن الاستعدادات لنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) بفرنسا، وقعت انفجارات العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الثلاثاء، لتلقي بظلالها على اللعبة. ولقي العديد من الأشخاص مصرعهم، إثر انفجارات وقعت في مطار العاصمة البلجيكية وإحدى محطات المترو، ليعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم على الفور إلغاء تداريب المنتخب، الذي كان مقررا يوم الثلاثاء، استعدادا لودية البرتغال يوم الثلاثاء المقبل. ورفعت السلطات البلجيكية مستوى الإنذار من التهديد الإرهابي إلى المستوى الرابع، وهو أعلى مستوى، وجرى تعطيل كافة وسائل النقل العامة ومحطات مترو الأنفاق بالعاصمة بروكسل. وأعلن الاتحاد البلجيكي لكرة القدم عبر حسابه بموقع شبكة التواصل الإجتماعي «تويتر» :»تفكيرنا منشغل بالضحايا. ليس من الضروري لعب كرة القدم اليوم. والتدريبات ألغيت.. وكتب حارس المرمى تيبو كورتوا عبر حسابه بتويتر أيضا «قلبي مع الضحايا وعائلاتهم!.» ومن المفترض أن يلتقي المنتخب البلجيكي نظيره البرتغالي وديا في بروكسل في 29 مارس على ملعب «روا بودوان»، الذي كان مقررا أن يحتضن مران الثلاثاء الماضي، قبل أن يلغى. والجدير بالذكر أن مباراة ودية بين المنتخبين البلجيكي والأسباني كانت مقررة في نونبر الماضي، لكنها ألغيت حينذاك بسبب هجمات إرهابية شهدتها العاصمة الفرنسية باريس. ووقعت هجمات باريس في 13 نونبر الماضي خارج استاد «دو فرانس» خلال المباراة الودية بين المنتخبين الفرنسي والألماني على الملعب نفسه، حيث فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم. وبعدها بأربعة أيام فقط، واجه المنتخب الفرنسي نظيره الإنجليزي على ملعب «ويمبلي»، والآن يستعد المنتخب الفرنسي للعودة من جديد للعب باستاد «دو فرانس»، وقد أكد ديديه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي على أهمية النظر إلى المستقبل وعدم التأثر بأحداث الماضي. وقال ديشامب «لا أحد يمكنه نسيان ما حدث، ولكن لا داعي للحديث بهذا الشأن. لقد عشنا لحظات عاطفية للغاية، نحن جميعا عشناها. والآن علينا المضي قدما. وكل احتياطات الأمن ستتخذ.» واستضاف استاد «دو فرانس» العديد من مباريات الرغبي بعد وقوع هجمات باريس. وينتظر تشديد الإجراءات الأمنية فيه بشكل كبير خلال مباراة المنتخب الفرنسي أمام نظيره الروسي يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بعد أن يحل الفريق الفرنسي ضيفا على نظيره الهولندي في مباراة ودية أخرى مساء غد الجمعة. كذلك يعد استاد «دو فرانس» الذي يسع 80 ألف مشجع، الملعب الرئيسي لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي تنطلق في يونيو المقبل، حيث يحتضن عددا من المباريات، من بينها المباراة الافتتاحية بين المنتخبين الفرنسي والروماني وكذلك المباراة النهائية للبطولة. ويستضيف المنتخب الألماني نظيره الإنجليزي يوم السبت المقبل في العاصمة برلين، ثم يواجه المنتخب الإيطالي يوم الثلاثاء في ميونيخ. وتعد مباراة السبت هي الأولى للمنتخب الألماني منذ هجمات باريس، حيث ألغيت مباراته التي كانت مقررة أمام هولندا في 17 نونبر الماضي، قبيل انطلاقها بسبب تهديدات إرهابية. وقال يواخيم لوف، مدرب المنتخب الألماني، في حوار نشره اتحاد الكرة بموقعه على الإنترنت يوم الثلاثاء «ما حدث في باريس وخلال الأسابيع التالية لم يكن سهلا. ولكن جرى التعامل مع تلك الأمور.» وأشار لوف إلى أن «الصراع على حجز مكان في قائمة المنتخب بدأ بشكل جاد»، موضحا أن جولة المباريات الودية التي انطلقت يوم الثلاثاء وتستمر حتى الثلاثاء من الأسبوع المقبل، والتي تشهد مشاركة جميع المنتخبات ال 24 المشاركة في يورو 2016، هي الأخيرة قبل إعلان المدربين قوائم اللاعبين النهائية للبطولة. وعلى كل من مدربي المنتخبات المشاركة في يورو 2016 إعلان قائمة نهائية من 23 لاعبا في موعد أقصاه أول يونيو المقبل. واستبعد لوف اللاعب ماكس كروس، مهاجم فولفسبورغ لأسباب تأديبية، كما استبعد فيسنتي دل بوسكي، مدرب المنتخب الإسباني، دييغو كوستا من قائمة الفريق لمباراتي إيطاليا ورومانيا بسبب تصرفاته المثيرة للجدل في الدوري الإنجليزي خلال مشاركاته مع تشيلسي. ويغيب آخرون، مثل صانع الألعاب الإسباني أندريس إنييستا، بسبب الإصابات بينما استبعد مدرب منتخب ويلز النجم غاريث بيل من مباراتي أيرلندا الشمالية وأوكرانيا، بناء على اتفاق مع نادي ريال مدريد الإسباني. ويستمر غياب النجم واين روني عن المنتخب الإنجليزي في مباراتي ألمانياوهولندا وسيسعى هاري كين مهاجم توتنهام وجيمي فاردي نجم هجوم ليستر سيتي إلى نيل إعجاب وثقة المدرب روي هودجسون. ويسعى هودجسون إلى استغلال الجولة الودية في الاستقرار على خياراته الهجومية، حيث يضم المنتخب أيضا دانييل ستوريدج وداني ويلبيك. وقال هودجسون «ستكون فرصة لهؤلاء اللاعبين لإظهار كفاءاتهم وقدراتهم التي يعرفها الجميع ونثق بها نحن كأعضاء جهاز فني.» كذلك أبدى أنطونيو كونتي، مدرب المنتخب الإيطالي، حماسا وسعادة لخوض المباراتين الوديتين أمام إسبانيا، بطلة أوروبا، وألمانيا، بطلة العالم.