أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أياد مدني، أن تفشي آفتي الإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي وخارجه يستدعي في آن واحد، تفكيك الخطاب المتطرف والمحرض على العنف، والتعاطي الفعال مع المسببات الجذرية لهذه الظاهرة المقيتة. وشدد مدني في بيان صحفي الاربعاء، غداة تفجيرات بروكسيل الارهابية، أن المنظمة تضطلع بدور طلائعي في سبيل نشر التنوير وقيم الوسطية في المجتمعات الإسلامية، مبرزا أن هذا الدور يكتسي اليوم أهمية متزايدة في سياق إطلاق مركز للاتصال تابع للمنظمة يروم مواجهة خطاب التطرف والتعصب. واعتبر أن التحديات الجسيمة التي تواجه الدول الإسلامية والتحديات الأمنية والتنموية الحالية «تقتضي تبني مقاربة تضامنية ومتجانسة للتعاطي معها بشكل فعال»، مضيفا أن احتواء رقعة الأزمات رهين بالانتقال إلى نهج جديد يؤطر علاقات الدول الأعضاء في المنظمة على أسس ثابتة ومتينة، من خلال تجاوز الخلافات الظرفية وتكريس المصالح المشتركة والالتزام بما جاء في ميثاق المنظمة. وأوضح مدني أن المنظمة منخرطة بشكل جدي في المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول للنزاعات التي تطال بعض البلدان الإسلامية، مثل سوريا والعراق ومالي والصومال وأفغانستان وغيرها، مع الحرص على إبقاء القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في قمة أولويات المنظمة، كون قضية فلسطين تشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وبين مدني أن الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة للدول الأعضاء في المنظمة، التي تستضيفها تركيا في مدينة إسطنبول خلال الفترة من 10 إلى 15 إبريل المقبل تحت عنوان «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، تنعقد في ظل ظروف استثنائية دقيقة وعصيبة إقليميا ودوليا. وتوقع أن يتخذ قادة العالم الإسلامي في القمة المرتقبة قرارات ومبادرات عملية تسعى إلى النهوض بالعمل المشترك والارتقاء بالدور المناط بالمنظمة على الساحتين الإقليمية والدولية، بما في ذلك برنامج عمل عشري طموح يمتد إلى عام 2025، ويهدف إلى تعزيز آليات عمل المنظمة وتفعيل سياساتها الرامية إلى إحلال السلم والاستقرار والتنمية الإنسانية في أبعادها المختلفة على امتداد ربوع العالم الإسلامي. (و.م.ع)